حدوته مصرية دموع على موانئ الغربة
بقلم – فايل المطاعني
” الفصل الثالث ”
بلاد صور تهلل وجه مصطفي عندما علم أنني صحفي، وسكت قليلا و أضاف قائلا : لا يبدو من هيئتك انك صحفي ؟ اين قلمك و لأوراق وقال بسرعة ولست اصلع !؟ فقلت له حانقا،لم أكن على موعد معك .التقيت بك صدفة فهل تريدني احمل اوراقي حيثما اذهب …واضفت مازح هل تعرف لاري كينج★ قال : لا فقلت له :إذن لماذا تطلب مني احمل اوراقي وانت لا تفرق بين صحفي وإبراهيم يوسف★ حينها توقف السائق في منطقة اسمها ( بلاد صور ) للتزود بالوقود والحقيقة أنه كان كريم جدا وايضا ظريف، طلب لنا شاي كرك★ ورغم معرفتي الجيدة بهذا الطريق لانه الطريق المؤدي إلى العاصمة مسقط ولكن اول مرة اعلم أن هذا المقهي يعمل شاي بهذه الطريقة المحترفة لمح السائق اعجابي بشاي الكرك .فقال:نحن في صور نحب شاي الكرك لذلك تلقي مقاهي الشاي منتشرة كثيرا في أنحاء صور وهذا المقهي من المقاهي التي تجيد صنع الشاي .طبعا السائق يتحدث عن المنطقة التي توقفنا بها واسمها (بلاد صور) وسبب التسمية بهذا الاسم أن أهل شرقية عمان يطلقون على الأرض المثمرة بأنواع النخيل والخضروات كلمة بلدة ربما تأكيد لقول الله عزوجل ( بلدة طيبة ورب غفور) ومعني الكلمة أن هذه المنطقة من مناطق صور هي منطقة وارفة الظلال فيها النخيل والزرع أما في داخلية عمان فيطلقون على مزارع النخيل اسم مال فيقولون هذا مالي أو أموالي بمعني هذه مزرعتي أو مزارعي. تحرك السائق بتجاه مسقط العامرة وحينها اقتربت من صديقي مصطفي وقلت له هيا قل حكايتك فالمشوار بعيد جدا من صور إلى محافظة عبري★ تقريبا ستمائة كيلو متر . ★★★ التيه كتب على المصري الاغتراب وان يكون بعيد عن أهله وأحبابه منذ الازل ،وكأن تيه أبناء يعقوب عندما خرجوا من مصر عاد سلبا على المصري فأصبح هو في تيه أيضا ! وليس لأن الله فرض ذلك التيه ولكن الظروف هي التي أجبرته على الرحيل . وخلع النظارة ونظر إلى يديه وكأنه يريد أن يخلعهم و حدق مليا باتجاه بحر قرية طيوي الساحلية من خلال نافذة السيارة ★ ولمحت في وجه بقايا اثار نعمة وأن هذا الشاب يحمل سر و تكاد دموعه تفضحه. يتبع معاني الكلمات ★شاي كرك: من المشروبات المفضلة لدي العمانيون عبارة عن شاي بالحليب يغلي بدرجة حرارة عالية جدا ★لاري كينج :مذيع وصحفي امريكي مشهور جدا. ★قرية طيوي: قرية ساحلية تبعد عن مدينة صور خمسون كيلو تقريبا. ★ عبري:عاصمة محافظة الظاهرة تبعد عن مسقط بثلاثمائة كيلو تقريبا .
