هلَّ مِن وَصَالٍ
✍ حسن بن قاسم القحل :-
يَاَ بَارقًا لاحَ للعِينينِ مِنهُ سّناَ
حسِّبتهُ خَدَّكِ الوَهَاجَ يَاَ وسّناَ
يَامالكَ القلبِ يامن حلَّٗ ذَاكرتيِّ
مُنذ التقيتكَ هَذا الجسمُ مَا سّكناَ
سّريتِ كَالنَّبضِ في جسمي وَأوَردتي
كَأننَّي أنتِ يَانَبضي وأنتِّ أناَ
أُسائلُ النَّجمَ والأحَجَارَ عن وسّنٍ
فهلَّ نَظَّرتِ لهَا أوَ هلَّ نَزلتِّ هُناَ
أخَالُ صَوتكِ همسَّاً في مُخيِّلتي
فأسترَّقَ لتَّسمَع همسّهُ الأُذُناَ
سهيِّرُ ليلٍ لذَيذَ النومِ فَارقني
مَامسَّ عيني كرىًٰ زَوارُ أو وَسّناَ
مِثلُ الذي عَن ديَارِ الأهلِ مُغتَّربٌ
أو لاجئٌ فَارقَ الأحَبابَ والوَطناَ
حَملتُ زادي عَناءً زادني شّظِّفاً
أهَيمُ في غُربتي لاَ دَارَ لاَ سّكناَ
يمُوجُّ بي المُوجُّ أفكَاري تُجَاذبنيّ
كَموجِ بحَرٍ يُجاذِب مُوجهُّ السُّفناَ
مَا حِيلتيِ واللَّيالي عَنكِ تُبعِدنيّ
وحَالَ مَابينَناَ الشُّطآنُ والمُدنَا
الرَّوَحُ مَني غَدت كَالعُودِ ذابلةٌ
جَمالُها غَاب عَنها مَا بِها فَننَاَ
قدْ أوُّهِنَ الجسّمُ وزدَّادت مُواجعُهُ
ورقَّ عَظميّ وجارَ الوقتُ والزمناَ
هَل مِن وصَالٍ بِكُم يشَّفي مَواجعنَناَ ؟
ليُحييِّاَ النفسّ والإحسّاسَ والبَدناَ
أم لاَ سبّيلَ إلىٰ اللُّقياَ بِكُم أبَداً
حَتىٰ أمُوتَ وجسّمي يلبسُ الكَفَناَ