“العكروك والرك”!!

أ.د. عبدالكريم الوزان

د. عبد الكريم الوزان
د. عبد الكريم الوزان

 

(زمانك شيخ العكروك عالرك، وسلبوح السيان يصير حية)!. و (زمان اللي شيخ العكروك عالرك وأبو الجنيب خاتله بزويه).
شيَّخ (بتشديد وفتح الياء) أي جعله شيخا. (العكروك) باللهجة العراقية الدارجة هو الضفدع.أما (الرك) فيقصد به (السلحفاة). وبالنسبة (للسلبوح) فهو نوع من الديدان مكانه في المياه الآسنة. و(الحية) معروف بأنها من الثعابين. أما (أبو الجنيب )فهو سرطان البحر، أو (الكابوريا) كما يسمى في جمهورية مصر العربية وبخاصة في مدينة الاسكندرية.. ومفردة (خاتلّه) (بتشديد اللام) اي مختبىء.
وحيث أن الأمثال تضرب ولاتقاس كما يقال، فإن هذا المثل الشعري الشعبي ينطبق على الحال الذي يكون فيه الشخص غير المناسب في المكان المناسب ، خلافا للمعقول والمألوف. فإذا ما وجدت ترديا وتراجعا في مؤسسة أو بلد ما، فإعلم ان الزمان قد جعل من (العكروك ) سلحفاةً. وان (السلبوح) بات ثعبانا. وكل هذا ماكان ليحدث لولا وجود التضليل والقوة الخارقة وفارق التكنولوحيا، في ساحة متاحة هشة أعد لها بعناية وبشكل ممهنج، وفي ظل وهن الايمان والعقيدة والولاء للأجنبي، وضعف الوعي وفقدان الحكمة وحب الذات وتقديم المصالح الشخصية.
لقد أصبح العالم اليوم يعيش تحت سقف واحد، بفعل التقدم العلمي الخارق، الذي جعل من العالم الاتصالي مفتوحا. وبذلك تولد الرأي العام، وهو بمثابة خط الأمان الكاشف للزيف، والسياج المتين لأمن الشعوب، والمدافع عن حقوقها واستحقاقاتها. وبهذا فإن المجال أصبح ضيقا على (العكروك والسلبوح)، لانتحال صفة (الرك والحية). ولاحاجة لنا بعد اليوم في ظل هذا الفهم من ترديد القول (زمان الشيخ العكروك عالرك)!!.

Related Articles

Back to top button