نِعمَ المُنادىٰ
✍ حسن بن قاسم القحل :-
رَبي سَألتُكَ أن تَهب ليَ فرحةً
مِثل الّتِي أهديِتهَا يعَقوبَا
إذ أقبلتهُ العِيرُ بِالبُشرىٰ الّتي
قدْ كفَكفَت دَمعاً لهُ مسكُوبَا
وأزِلّ عَناءَ الضِيقِ بِالفرجِ الّذي
جَلىّٰ لِيونُسَ شِدةً وكُروبَا
وأمدّني بِالصَبرِ عِند مصَائبِي
صَبراً جَمِيلاً مِثلَ مَا أيوبَا
وتُقىًٰ كتقوىٰ يُوسُفٍ بِه أتقِي
مِن غَفلةٍ جَلبَت عَليَ ذُنوبَا
وبِالعِنايةِ وبِالرِعَايةِ حِيطني
مِن شَرِّ أقدآرٍ وشرِ خُطوبَا
ربآهُ وأغنِيني بِفضلِكَ وأكفِني
بَارِك إلهيَ رِزقيَ المَكتُوبَا
وأقتَصَ لي مِن بَطشِ ظآلِم طآلنِي
وأعِد بِعدلِكَ حَقيَ المسَلوبَا
وأمنُن وجُد يآربُ مِنكَ بِرحمةٍ
بِها الوقَايةُ والمفَازَ بِطُوبىٰ
إني وكَلتُّ إلِيكَ أمريَ كُلهُ
يَا نَاصِرَ المظلومِ والمَغلوبَا
وأكتُب لعِبدكَ في جِنَانِكَ رِفقةً
بِالمُصطفىٰ ونَبيِكَ المحَبوبَا
صَفوا الخَليِقةِ والعِبادِ مُحمدٍ
نِعمَ الرفِيقُ وسَيداً مَصحُوبَا
دَآمت عَليهِ صَلآتُنا وسَلآمُنَا
مَا لآحَ صُبحَاً مُشرَقاً وغُروبَا
أنتَ المُؤملُ والرَجىٰ والمُرتَجىٰ
يَاخِيرَ مَقصُودٍ لنَا ومُجِيبَا
أنتَ الرحَيمُ وأنتَ أكرمُ مَن دُعي
نِعمَ المُنآدىٰ سَامِعَاً وقَرِيبَا