التصحر و الصحراء الغنية
الكاتب / لافي هليل الرويلي :-
يلفت الأنظار نضارة الأماكن الصحراوية في فصل الربيع أو حين هطول الأمطار ، وتشد للصحراء الرحال و تنصب الخيام ، ونتمثل هذا المنظر في قول الله تعالى ( حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت ) و هذا مدح مهيب للخالق عز وجل في إبداعه لهذه المرحلة من الجمال الذي يسلب الألباب ، ما أجمل الأرض الغنية بالموارد ، وفي نفس هذه البقعة من الأرض يظهر فساد البشري لقتل المتعة بإلقاء النفايات و حصد الزهور و الورود لتزيين المزهريات لمدة وجيز ولم تخرج هذه النباتات بذورها وتعيد سلسلة بقاءها ، وعند إذن تفتقر الصحراء لبساطها الأخضر !؟
ومن هذا المشهد نشط المسئولين بتكثيف الإرشاد و الفرق البيئية لحماية الأرض من إفتقارها لمخزونها الزراعي و الرعوي خاصة ، ونشط المتطوعون بزراعة الأودية والشعاب و المحميات بالعديد من الأشجار و نثر البذور المتلائمة مع طبيعة المنطقة ، جميع قنوات الإرشاد البيئي المتوفرة كالمركز الوطني الذي يسعى لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر ، أو الإرشاد الزراعي في وزارة البيئة و المياه والزراعة أو الإدارة العامة لحماية البيئة ، أو المنظمات المهتمة بالغطاء النباتي أو الروابط البيئة التطوعية ، وكلها تصب لتنفيذ الأهداف الاستراتيجية للمملكة التي تجسدها رؤية 2030. لقد إلتقيت بوفدٌ من خبراء من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحُّر في الجوف ومنهم شخصيات نعتز بهم لأنهم من القيادات الفذة ، وكانت تجربة ناجحة في زرع الثقة بأن البيئة تعيش في قلوب أهلها المخلصين لها بحمايتها من الرعي الجائر و التلوث ، و نحن بدورنا نهيب بأهلنا الذين يرتادون الصحراء بحمل مخزون مائي لري النباتات و سيجدون أن الصحراء المخيفة وترمز الى الهلاك قد أصبحت غنية بالغابات و الطيور و الحيوانات الجميلة . شكراً لكل من زرع فأكل من زرعه كل ذات كبد رطبة ، شكراً لكل من زرع فوجد الناس لهم ظلاً ، شكراً لكل من التزم بالتعليمات التي أصدرتها الجهات المعنية لحماية الغطاء النباتي .