نحن لا ننسى
شعر/د. عبد الولي الشميري
نحن لا ننسى
شعر/د. عبد الولي الشميري
نايُ تَغريدِ الفَريدِ المُلْهَمُ
ويَراعي العارضُ المُبْتَسِمُ
وقَّعَ الشِّعرُ ترانيمَ الهَوى
صادحَ العَزْفِ له الدُّنيا فَمُ
سُحُبُ الإبداعِ في أضلاعِه
رَكَدَتْ فَهْوَ الأَصَمُّ الأَبْكَمُ
وغُرابُ الشُّؤْمِ شَبَّاباتُه
هاطلاتٌ وَدْقُها مُنْسَجِمُ
كلَّما عاوَدَهُ الشَّوقُ إلى
نَعْقِهِ أَسكتَ فاهُ القَلَمُ
وحَمامُ الفألِ سَجَّاعٌ على
فَنَنٍ يَلهو بهِ أو يَنْغُمُ
هالَهُ المَرْآى فأَغصانٌ ذَوَتْ
ونَمَتْ حالًا وعادَ البُرْعُمُ
لم يَعُدْ مِن قائلٍ غابَ الحَيا
وانطوى الرَّوْضُ وبادَ المَوْسِمُ
والحَساسينُ الحسانُ انسحبَتْ
لِتُغَنّي والشَّجى مُسْتَسْلِمُ
رحلَ القَحْلُ وكانونُ الشّتاء
حيث لا يَدري ولا مَن يَعْلَمُ
خَبِّرِينا يا سَما إبداعنا
أغدًا رَجَّاسُ (1) (حَيْسٍ)(2) يُقْدِمُ
يقظةُ الفكرِ فلا نسألُها
أين تصطافُ وتغفو الأَنْجُمُ؟
فايْقِظِيها وابْلُغي مَسْمَعَها
علَّ يومًا يَستفيقُ النُّوَّمُ
لم نَزلْ والصَّبرُ يحكي صَبْرَنا
أنّنا مَهما غَفَتْ لا نَسأمُ
نحن لا ننسى وإن طالَ النَّوى
أَيُّها الصَّقرُ الأَشَمُّ الأَعْصَمُ
فمتى كانَ التَّناسي مَذْهَبي؟
ومتى يَنسى الشَّرايينَ الدَّمُ؟
هل نرى آمالَنا مُونِقَةً
يَرحلُ اليأسُ، وتَفْنَى التُّهَمُ؟
رَسَخَتْ دولةُ حُبٍّ شامخٍ
زَفَّها قَلْبٌ وناغاها فَمُ
فاشرحي أحوالَنا إنَّا بِها
– أيُّها الأَحْرُفُ – نَزهو، نَنْعَمُ
نحن صِنْوانِ وقَلْبٌ واحدٌ
مُقْلَةٌ ما غابَ عنها الحُلُمُ