“يامسعدة وبيتج على الشط”!!
( يا مسعده وبيتج على الشط وجدام بيتج يسبح البطوأمنين ما ملتي غرفتي(
من التراث البغدادي الذي يصف حال المرأة السعيدة، التي تنعم بالخيرات، وبنعم المكان والجمال وراحة البال. و(الشط )أي النهر، يشير الى وفرة المياه الزاخرة بالحيوانات المفيدة والجميلة والتي تعد طاقة غذائية.(ومنين ما ملتي غرفتي)، أي أينما التفتي ومددت ذراعيك فإنك ستحصلين على الكثير.
لكن يبدو أن المسعدة اليوم قد انقلبت الى (محزنة) وتعيسة، بسبب تعرضها الى خطر الجفاف والنضوب .
في آخر الأخبار “الأمم المتحدة :العراق يواجه حاليا أسوء موجة جفاف في العصر الحديث. رئيس برنامج الأمم المتحدة الانمائي في بغداد أوكي لوتسما : الجفاف في العراق يقوض الانتاجية الزراعية ويهدد الدخل والأمن الغذائي”.
لم تبق منظمة دولية في العالم الا وحذرت من مخاطر الجفاف والتصحر في العراق ، وانعكاسه على جميع جوانب الحياة، واقتصاد ومستقبل العراق وشعبه، الذي كان يفتخر بأنه بلد الرافدين. وطالما كتبنا مقالات، وتحدثت وسائل اعلام محلية وعالمية عن المأساة المرتقبة ، لكن ليس من حلول في الأفق، برغم مضي سنين على تلك التحذيرات، والاستجابة لاتعد انجازا أو مكسبا، فقد “جعلنا من الماء كل شيء حي ” ياترى ماذا ينتظر الساسة وأصحاب القرار؟!.
المسعدة باتت (محزنة ) وتبحث الآن عن مجرد قطرة ماء وليس عن شط كاملا!!.فهل من مجيب؟.
تفاخر الماء والهواءُ
وقد بدا منهما ادِّعاءُ
لسان حال وليس نطق
ولا حروف ولا هجاء
فابتدأ الماء بافتخار
وقال إني بي ارتواء
وبي حياة لكل حي
أيضًا وبي يحصل النماء
وكان عرش الإله قدمًا
عليَّ يبدو له ارتقاء
وطهر ميتٍ أنا وحيٍّ
لولاي لم يطهر الوعاء
ولا وضوء ولا اغتسال
إلا وبي ما له خفاء
وبالهواء اشتعال نار
ضرت وللنار بي انطفاء
وأحمل الناس في بحار
كأنني الأرض والسماء
وعند فقدي ينوب عني
في الطهر تراب به اعتناء
وأهلك الله قوم نوح
لما طغوا بي لهم شقاء
وليس لي صورة ولون*
*عبدالغني النابلسي