قطة وأمام لفت أنظار العالم
بقلم : محمد ابراهيم الشقيفى
جمهورية مصر العربية
تصرف يدرس يستحق جائزه نوبل للسلام في نطاق مكارم الأخلاق لقطة مثيرة لفت أنظار العالم وهى فى حيرة ترغب في تفسير دقيق لهذا الموقف الغريب الذى قلما يحدث إشارة تحمل معها رسالة الرحمة وإدراك العقل والفؤاد أن كل شىء يعبد الله يسبح ولانفقه لغة تسبيح هذه الأصوات التي لا يعلم دلالتها إلا صاحب الصنعة الذي أتقن كل شىء.
مواقف وليس طرائف للتسلية عظة فى الأذهان تظل قائمة باقية قطة تقتحم محراب المسجد فى صلاة التراويح بمكان وزمان معلوم تتوسط صدر الإمام فى خشوع وتقوى أشبه بالمصلين خلف ظهره تقترب تلتف حوله تصعد على جسده تعلم علم اليقين أنه يكلم الله لذا لا خوف عليها من بطش أحد وهو بين يدي الحق جاءت تقبل وجه الشيخ تقف على كتفه فى سكينة و هدوء فما كان منه إلا الطمأنينة والثقة فى الله وكأنه يعلم أنها طوافة شاهدة عليه بل تمضى خلفه فوق الصراط شاهدة عليه عند اللقاء.
ما أجمل صوته العذب فى تلاوته للقرآن الكريم وما أروع روع المصلين خلف ظلال روحانيات الذكر الحكيم تلاوة خاشعة مؤثرة وصوت باكي وإخراج رباني ليس فى جماله نظير أمر عظيم بل رسالة تخاطب العقول أفلا يتدبرون سبحان الله العظيم ماذا يحدث تلتف حول عباءة الإمام المبهر أنه لم ينفر منها قط ولم يخرج عن صلاته بل وضعها بين أحضانه برفق وأكمل صلاته وكأنه يطمئن لا يتعجل داخل فؤاده أمر عظيم وبعينه فرح زفت إليه بشرى جند من جنود الرحمن يسمع من فاه الشيخ ذكر تقشعر له الأبدان
الجمع فى سكون تام يسجد و يركع يحمد ويشكر البشر يصطف ويزيد عليهم دابة من سكان أهل الأرض قطة تتحدث بلغة لا يفهمها إلا ذويها لا ندرك الأصوات ولا نعرف معانيها ولكن رسالة السماء جاءت مؤيدة لكلام الله ا الكل يسبح ولا نفقة نعم سبحان الخالق العظيم يدخل بيت الله ويسمع كلامه مخلوق غير بشرى لا يحدث ضجيج يقبل وجه و رأس الإمام وهما معا في خشوع وتقوى كل فى ملكوت الله يسبح يعبد يتعبد فى صومعة أعدها لله
لقد شاهدت وتأثرت تمنيت أن أكون خلف هذا الإمام الذى أتاه الله من فضلة ورزقه الحكمة والثبات وأبدع فى تلاوته للقرآن لم يتأثر إلا بكل خير بل ارتعدت فرائس قلبه الطاهر من حلاوة الإيمان وازيد فى التمني أمنية أن أعيش فى هذا الصفاء الذهني
ويأتي على طواف مثل هذا وأنا في محراب بيت الله أوفى دارى لحظة تجلى فيها فتوحات وفيض وعطاء بل عطايا من عند الله حشاك أن تخطئ بل تعلم كيف يكون الأدب مع ذى الجلال والاكرام أثناء الصلاة و كيف تكون الأخلاق والرحمة بين يدي الله إنها لعبرة لمن أراد أن يعتبر أمام لم ينهر بل كانت أنوار وجهه مثل البدر فى السماء يتعجب له الناظرين وهو يكتمل.