قراءة في قصيدة ” جيتك يا بحر “

للشاعر العصامي الجزائري رابح زعيط

بقلم الاستاذة : فاطمة مسعود جبارة 
.
هو الشاعر رابح زعيط القاطن بالجزائر العاصمة .شاعر عصامي كون نفسه اشتهر بكتابة القصيدة الشعبية الملحونة له ظهور في عديد الأمسيات الأدبية والملتقيات الوطنية .
رئيس مكتب الجزائر العاصمة التابع للجمعية الجزائرية للأدب الشعبي .
اخترت قصيدة له لدراسة أبياتها لما تحتويه من معاني جسدها الشاعر بنصه وهي قصيدة “جيتك يا بحر “
النص أبيات شعرية مفعمة بروح الحوار و خطاب دار بين الشاعر والبحر .
في جلسة مع الذات بجانب البحر صور الشاعر نصه محاكيا البحر باعتباره مكان للراحة البال والاستراحة لدى العامة .يتحدث الشاعر عبر الأبيات مخاطبا عناصر الطبيعة منها البحر في قوله .”
واش للي بيك يا البحر غضبان
ابكيني يا البحر خليني نبكيك
طاحت دموعي تسيل ويدان
في حوار شيق دار بينهما كأنه يحاكي صديقا حميما يسمعه
يعيد له جل ما يؤلمه .
ألفاظ دالة على الراحة والعفوية التي يلقاها الشاعر عند البحر يفرغ ما بجعبته من ألام وهموم .
كذلك النص حافل بالصور البيانية والاستعارات “
“واش بيك يا لبحر غضبان (على سبيل استعارة مكنية )
ابكيني يا لبحر (مكنية )
سالت دموعي ويدان (تشبيه بليغ )
نلقاك بقدومي فرحان (استعارة تصريحية )
معلنا عن شدة ارتياحه بقرب البحر قائلا :اللي بيا لقيته بيك
يرى بأن البحر يعكسه بكل حالاته (حزن بكاء فرح غضب هموم …الخ)
لغة الشاعر في النص قوية لمبنى الفاظها مألوفة ظاهرا غير غامضة لكن فيها تلاعب بمعاني الكلمات المعتادة في غير معناها المألوف يطغى عليها ايحاء والوان البيان والبديع .
الأسلوب الخبري الحوار (ما قدرت نرد .لقيت مواجك .واش بيك يا لبحر غضبان .
أسلوب الاستفهام بالنص وليس غرضه الاجابة واش بيك غضبان ؟
النص حداثي ضم عناصر الطبيعة (البحر .الامواج )واستنطاقها
عاطفة الحزن والبكاء (دموعي سالت ويدان )
النزعة التأملية (للي بيا يا لبحر لقيته بيك .
المونولوج في النص :واش بيك يا لبحر .لقيت مواجك
ابكيني ونبكيك .
حديث داخلي للشاعر جسده مع البحر لكنه في طياته ذاتي .
ختاما يمكننا القول أجاد رابح زعيط في رسم صورة قرب البحر بأدوات لغوية وعبارات مؤثرة لامست كل روح مهمومة ترتاح عند
البحر .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى