قراءة في قصيدة ” سعدي و شقايا “
للشاعر الشعبي الجزائري محمد نعيمي
بقلم الاستاذة : فاطمة مسعود جبارة
.
هو ابن ولاية تيارت شاعر شعبي ذائع الصيت وأمين عام بالجمعية الجزائرية للأدب الشعبي برئاسة توفيق ومان .
شارك ونظم عدة ملتقيات أدبية خصت الشعر الشعبي له عدة قصائد نذكر منها “ما بقات بنة “” قول احرفي “سولتك” وغيرها
واليوم بصدد تحليل جزء من قصيدته “سعدي وشقايا ” لنبرز السمات الدلالية للنص .
من خلال الأبيات يعيد الشاعر أمجاده السابقة التي كان عليها وما آلت إليه في مقارنة بين الماضي والحاضر متحدثا عن نفسه ذاتيا على طول المقطع موظفا ضمائر المتكلم وأفعال دالة عليه مثا ل “أنا .كنت .كنت .كنت انا للي )
ثم يقول مسترجعا تفاصيل ماضية مثل ما ورد في الأبيات نذكر منها :
يا حصراه قبيل كي كنت
يا حصراه ك كنت بناري نقدي
كنت انا نتنعت ب فلان .
في طابع شعري ميزته مقارنة زمن مضى عاشه الشاعر لا يشبه حاضره وكأننا نلحظ الشاعر عبر النص في خلوة مع الذات يستعيد ذاته بين لوم وحيرة مفتشا في أسباب ما يحدث له الظاهر على ملامحه في قوله
تلف حالي
شوف لعيني تلقى لحديثي برهان
نزعة تشاؤمية تلامس الشاعر محمد نعيمي يغزوها حزن لما آل اليه تجسدها ألفاظه معبرة عما يختلجه .
اتلف حالي .السعد جا ضدي .ووقات نتيه .
ثم جانب تفاؤلي به رضى وقناعة يداوي بها ذاته يحدثها ويعيد روح القوة
نهدى نترجى ف الرحمان ساعات للنفس نهدي
على امل أن يمر الاصعب ويعود حاله لسابق عهده دون كلل او تعب
جهيتك بالله يا ساعة ردي
نزعة تأملية دلت على رغبة الشاعر الشديدة في أمل جديد رغم الألام والجراح
” راه القلب اعمر كويتيلي كبدي “
بصورة شعرية قوية ختم بها محمد نعيمي نصه
“ما بقى من نار الا الدخان “
دالة على نفسية الشاعر المحطمة وانطفاءه.
اللغة الشعرية عند نعيمي عبر المقطع الشعري متداولة سهلة الفهم يتخللها طابع الحكمة والنصح مفعمة بالشجن في رصد ذاتية الشاعر .ترجمت مكنونات لخصها بعبارة عامة باطنها عميق يمس كيانه .
فأجاد انتقاد اللفظ في سبك المعنى بجودة تقريبه للقارئ