قراءة في قصيدة ” واش نقول”

للشاعر الشعبي الجزائري محمد بونجار " شماريخ "

بقلم الأستاذة : فاطمة مسعود جبارة 
شاعر غني عن التعريف من منا لا يعرف شيخ الملحون محمد بونجار صاحب الاسم المشهور ب “شماريخ “
له كم هائل من القصائد زين بها منصات الأدب في عديد المشاركات له والمسابقات الشعرية .تعلم منه الكثير من الشعراء المبتدئين تتلمذوا على يده ساروا على نهجه في أسس النظم الشعري للقصيدة الملحونة ناصحا ومرشدا لهم .
شخصية أدبية لها بصمتها وتستحق دراسة لأعماله الأدبية .
واليوم اخترنا قصيدة لهذا الشاعر الفحل لدراسة مضامين أبياتها شكلا ومعنى .
الأبيات التي استهلها شاعرنا ب عبارة “واش نقول “.
.
وفي قراءة ل أبيات القصيدة نجد نص شماريخ شيق ومشوق ممتع غير فيه أسلوبه المعتاد في الكتابة الى تجسيد طابع الحوار من خلال نصه طبعا طبعا .
مقسما النص الى مقطوعتين في الاولى تحدث الشاعر بلسان امرأة هي المحبوبة او الخليلة حسب النص صاحبة الحق في التصرف والحب مالكة الشاعر واصفا عبر الأبيات الأولى سلطتها وغيرتها المنشودة على محبوبها .
” جميع للي جات تتسارى بحذايا
تغلقي في وجهها البيبان
لتذكر الجميع بأنه لها وحدها لا سواها
وتقوليلهم راهو معايا
ساكني كيما قرين الجان (تشبيه بليغ)
يبقى عشقي
مبديا تغزله بها مميزا محاسن جمالها وروحها فيزيدها أنوثة
“بعد المغرب مين نهدى للمرايا
يوصفني في صيفتي نزيان
يوصف حبي معندوش غاية
حبو ليا ركن في لديان
يوصفني بالجود (صفة الكرم)
يوصف فيا طيبتي والنيف آية
معددا ميزاتها ومدى سعادتها بتغزله بها راسخ بذهنها
تكرار كلمة يوصفني
لينهي وصفه برؤيا شعرية عميقة قوية بالنص دلت على غلاوتها عنده كالذهب والجواهر في قوله :
” جوهارة عندو بلا تثمان “
ليوافقها الرأي بالمقطع الثاني في كل ما قالته وما دام رأيها به فهو يبادلها نفس المحبة والشعور معلنا ذلك في قوله
يلا هك
غي قوليلهم راه معايا
ولا خلي نقولهم أنا ثان
أجاد تصوير في توظيف اللفظ لخدمة المعنى في صورة شعرية ايحائية قائلا :
نفتح جرحك بعد رتو في قفايا
بعدن قلت الحب داني دان
ثم نجده يحن لزمن غير زمنه الحاضر ومدى شوقه له قائلا :
متوحش نفحة بطيبة زمان
متوحش نشوف من عاشو نوايا
كناية عن صفات نبيلة وطيبة وحسن نية كانت قديما .
زوج ارواح تناوبو كيسان .(تجسيد بياني لتقوية المعنى ).
معلنا عن اسم المرأة المقصودة في النص في آخر أبيات المقطوعة كما ورد في النص باقيا على عهده في حبه ملهما بالكتابة عنها في أشعاره قائلا :
ياك احلف يديرلك ديوان
حصن نار الحب اركان
ومازلتي لليوم يا سوعاد آية
ومازلتي ثمرة تجيب جنان (صورة بيانية كناية عن المرأة )
مبديا رضاه عنها ومحبته والهامه بها في سعادة وهناء وأنها رمز سعادة وهنيء بجانبها .
سعدي بيك انتيا
اصنعتي بطيبتك فنان
النص لوحة فنية من الشعر الشعبي زينها الشاعر بطابع غزلي تفنن في وصف الريم المحبوبة في مقطعين موظفا الحوار ومنح حق الكلام لكل طرف على لسانه .
بلغة سهلة في بداية المقطع الأول لتزيد قوة وانزياحا بالمقطع الثاني دالة على الهام الشاعر في طرح مكنوناته في تقمص دورين .
فاللغة عند شماريخ سلسة مشوقة تلفت المستمع للنص للمتابعة خاصة بموضوع غزلي يمس الجانب العاطفي يلامح روح القارئ بطريقة سردية طرح بها الشاعر نصه متسلسلا أحداث واتساق ابيات القصيدة لنجد كل بيت يكمل الاخر في كل مقطوعة .
يغرس في القارئ تتبع قصة حب كانت ولا تزال كأولى بداياتها بعبارات تخلو من الغموض وطرح شعري تغزوه روح العاطفة والحركة الشعورية بالنص .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى