قراءة في قصيدة ” الهاربة من تحت شفار “
للشاعر الشعبي الزجال توفيق ومان و الشاعر الشعبي قادة دحو / الجزائر
بقلم الاستاذة : فاطمة مسعود جبارة
.
هي قصيدة مشتركة لكل من رئيس الجمعية الجزائرية الجزائرية للأدب الشعبي و الشاعر ابن مدينة عين الذهب ولاية تيارت قادة دحو
من منا لا يعرف توفيق ومان كاتب منشط ممثل وشاعر شخصية ثقافية .له العديد من المؤلفات كما له عديد المشاركات في المحافل الدولية وداخل الوطن عرف بالشاعر الزجال لنصوصه الزجلية
رفقة شاعر فحل اخر رافقه في درب الشعر وعضو سابق بالجمعية الجزائرية للادب الشعبي هو الشاعر قادة دحو ابن مدينة تيارت له عدة نصوص اشتهر بها وشارك بها نذكر منها خالي مسعود .الظلم وبنتي نهال
عرف الشاعران بكتابة القصيدة الملحونة بنمطيها الحداثي (توفيق ومان )والكلاسيكي العمودي شكلا (قادة دحو )
لنقف اليوم عند قصيدة مشتركة لهما القياها على المنصة بالمهرجان العربي السابع للقصيدة الشعبية بالجزائر العاصمة الصيف الفارط .
يستهلها الشاعران ب عبارة “هذيك لساكنالي في لبي ” كعنوان مشترك لكلا المقطعين .
منطلقين في تحليلهما بداية باللغة
اما عن لغة المقطعين اذا ما وقفنا وقفة تأملية عندهما نجد جزالة اللفظ لدى الشاعران وقوة المعنى في انتقاء مفردات مشابهة في كل مقطع في اوجه تشابه لفظيا مثل قولهما :
عن ذيك لساكنالي في لبي (توفيق )
هذيك لساكنالي في لبي (قادة )
حبيتك وتقدرت عليا لقدار
حبيتك ك ساقتني لقدار
بارزة تلك الحبكة الفنية الشعرية يتخللها السرد
التي نسجها كل من قادة دحو وتوفيق ومان في نصيهما
ومما يلاحظ أيضا أن السامع للنصين (باعتباره ملقى شفويا )
يراهما غزليان وكأن كل من دحو وومان يتغزلان وما يعرف عن الغزل للمرأة وعنها .
في قولهما :
هذيك لساكنالي في لبي .
حبيتها يا قادة ليك وليها
حبيتك وتقدرت عليا لقدار
ذيك نظرة هاربة من تحت شفار
ليك وفيك وعليك كلش ا حبي
لنجدهما في الاخير يشيران الى المعنى الخفي في النص كونه عن الوطن واماكن معينة والهام بمنطقة معينة .
بلغة سلسة شملت التناغم الصوتي في موسيقى تشكيلية لافتة زادت شوق وحماس المتلقي في خوض مسار كل نص لمعرفة طياته ليتم الكشف ف الاخير اخر كل نص عند كل من قادة وتوفيق مثل ما ورد ف النصين
نقصد في قولي فيالار فيالار ونحي عشاقها عربي عربي
اما ومان فرمز لها بالفاظ دلالية من نصه
ماني خاين لبلادي ماني غدار
سيفي قرطاسي نكمل حربي
كما نلمس في النصين توظيف الانثى والمفردات الدالة على المؤنث كرمز قد يمثل الوطن الام .الارض .او مكان ما منطقة (فيالار مثلا)تجلت في توظيف ملامح التأنيث مثل قول دحو
:هذيك لساكنالي في لبي (ساكنة )
ديري نغمة من نسماتي واطربي (اطربي )
علمني حبك نطوال ونقصار
ليك كلش تطلبي (تطلبي )
عشاقها عربي عربي (عشاقها)
حجلة موهوبة (كناية عن المرأة
هربت من سربي
التي دلت على توظيف الانثى دلالة للحب والغزل في النص ك رموز ايحائية .
لغة المقطوعتين سهلة التداول مألوفة اللفظ معتادة بسيطة تحوي بعض ايحاءات غامضة تمس أسرار عميقة حركت الشاعرين ليتقاسما النص بمعنى واحد قريب من الاخر بمكنونات مختلفة تمس كل منهما عبر طابع رمزي يعلمه كل منهما بأنماط كتابية مختلفة عمودية وحدثية بنظام السطر .
في لوحة فنية ذات قالب شعري زخرفه كل من قادة دحو وتوفيق ومان حركت اصغاء المتلقي باعتبار الاداء شفوي ارتجالي ذو نغمات موسيقية مستصاغة تغزوها العاطفة ليعيدا صرخة الكتابة واستعادة ذكرى خلدها النص جمعتهما لامست المستمع للتمعن في روح الحرف الشعري بسماته وزنا وقافية وبلاغة واحرف روي كالباء (حبي .اطلبي .اطربي )
وعليه فالنص الشعري لدى قادة دحو وتوفيق حافل بالحماس والنشاط وروح الحركة تترك أثر يتذوقه السامع ويتفاعل معه .