مُصاب سلطنة عُمان الجلل
المنارةُ الخالدة السيد / بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي
بِقلم / صلاح بن سعيد المعلم العبري إعلامي – عضو جمعية الصحفيين العُمانية :-
رحل إلى جوار ربه يوم الثلاثاء الماضي منارةُ من منارات سلطنة عُمان الخالدة ، كهفُ الأرامل والأيتام ، الأمين المؤتمن ، المغفور له بإذن تعالى السيد / بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي – الوزير المسئول عن شئون الدفاع سابقاً – رجل من خيرة الرجال الذين أنجبتهم التُربة العُمانية . إسمٌ عرفه العُمانيون عبر عقود من الزمن ، وريثاً لابٍ رحوم وهو الوالي العادل السيد / سعود بن حارب بن حمد البوسعيدي – رحمه الله – .
فعندما تتجلىٰ القيم السامية لمعاني الوطنية الصادقة ، تبرز لنا أسماءً لرموز من أبناء الوطن العزيز ، وكان لزاماً بل واجباً علينا ، أن نُعرج ونسترجع بعضاً من مناقبهم الحميدة التي لاتُنسىٰ ، مناقب لقامات مخلصة نقف إجلالاً وإحتراماً لهم .
المغفور له بإذن الله تعالى السيد / بدر بن سعود بن حارب بن حمد البوسعيدي ، شخصية من الشخصيات القيادية البارزة على مدى خمسين عاماً مضت من مسيرة النهضة العُمانية التي قاد زمامها الخالد في قلوبنا جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه – . حيث تجسدت في شخصية السيد بدر – رحمه الله – سمات الإنسانية بكُلِ معانيها ، ومناقبُ العطف والرحمة بشموليتها ، بجانب الوفاء والإخلاص والتفاني عبر مسيرته العملية في عدد من المواقع ، حيث الثقة الكريمة التي أولاها إياه السلطان قابوس بن سعيد – عليه من الله شآبيب الرحمة والمغفرة والرضوان .
حيث شغل المغفور له باذن الله السيد / بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي منصب سفير سلطنة عُمان لدى جمهورية مصر العربية ، وسفيراً لسلطنة عُمان لدى المملكة الأردنية الهاشمية ، ثم وزيراً للداخلية منذ عام 1979م حتى 1996 م وبعدها الوزير المسوؤل عن شؤون الدفاع لـ 24 عاماً حتى عام 2020 م . ومؤخراً منحت حكومة اليابان وسام الشمس المشرقة – النجمة الذهبية والفضية للسيد بدر بن سعود بن حارب البوسعيدي – طيب الله ثراه – ، وذلك تقديرًا لمساهماته البارزة في تعزيز التعاون بين سلطنة عمان واليابان في مجال الدفاع. ويُعتبر وسام الشمس المشرقة من أهم الأوسمة اليابانية المرموقة، وقد تم تقديمه عام 1875م وبدأ منحه لغير اليابانيين بداية من عام 1981م .
طوال سنوات عمره تمتع السيد / بدر بن سعود بن حارب – رحمه الله – بمناقب عديدة ، كان قريباً من المجتمع في مختلف محافظات السلطنة ، في الحضر والبادية ، رجلٌ تجسدت في شخصيته قيم الإنسانية في أبهى صورها . حاضراً في كُلٍ محفل ، مُلبياً للدعوات . متواصلاً مع الجميع في الأفراح والأتراح . كانت شخصية السيد / بدر – رحمه الله – ذات طابع يتسم بالكرم والتواضع ، وخدمة الجميع ممن يطرق بابه ، ساعياً للخير في كُل محفل . فطوبىٰ ثُم طوبىٰ لأمثاله من الشخصيات التي لم تعصف بها هبوب المسئوليات وكراسيها المؤقتة .
وفي ولاية عبري بمحافظة الظاهرة لاتزال الألسن تتناقل السيرة الحسنة لوالد السيد / بدر وهو الوالي العادل الشهم النبيل سعود بن حارب – رحمه الله -الذي كان والياً على عبري لسبعة عشرة عاماً ، وهنا تجلت صفات الفضيلة في السيد / بدر – رحمه الله – في تواصله مع من كانوا قريبين من والده ، ومنهم والدي العزيز العلامة / سعيد بن سالم بن عبدالله بن علي بن سيف المعلم العبري – رحمه الله- ، لتكتمل حكاية القيم النبيلة والاخلاق الحسنة والمناقب السامية في الأب وإبنه ، فبوركت الإنسانية أينما حلت وأرتحلت ، كما وان تواصلي مع السيد / بدر كان مستمرا حتى قبل وفاته
– رحمه الله – بيومين .
نستذكر تاريخاً مضيئاً من تاريخ النهضة العُمانية ومسيرة السيد / بدر – رحمه الله – مع الراحل الكبير الوالد المؤسس السلطان قابوس – طيب الله ثراه – حيث جمع السيد بدر الوطنية في قيمها ( الإخلاص لله والوطن والسلطان ) ، وما المناصب الرفيعة التي تقلدها خلال الخمسين عاماً الماضية إلا لأنه أهلاً لثقة السلطان الراحل ، فبناء الأوطان لايقوم إلا بسواعد أبناءها البررة المخلصين الأوفياء .
ومن خلال معرفتي الشخصية بالسيد / بدر بن سعود بن حارب – رحمه الله – ، وجدت في هذه الشخصية نموذج يُحتذى في بناء الأوطان ، والأمانة ، والصدق ، والإخلاص ، والتواضع ، وسماحة النفس . ولشخصية السيد / بدر ، التي تزين بها . شخصية إستحقت الثناء والشكر والتقدير ، وأن تُرفع الأيادي للمولى القدير أن يجازيه بالحسنات إحساناً ، وأن يجعل كل ما أنجزه في موازين حسناته ، يوم توفى كلُ نفسٍ ما كسبت .و ان يسكنه سبحانه وتعالى جنات النعيم . و هذه الكلمات وأن طالت والسطور وأن إمتدت فإنها لم ولن توفي المغفور له باذن الله السيد الكريم / بدر بن سعود بن حارب – رحمه الله- حقه .
اللهُمَ أغفر لعبدك بدر بن سعود بن حارب . وأجعل اللهُمَ قبرهُ روضةً من رياض الجنة . اللهمّ افسح له في قبره مدّ بصره، وافرش قبره من فراش الجنة ، اللهمَّ انقله إلى جنّات الخلود، اللهمّ احمه تحت الأرض، واستره يوم العرض، ولا تخزه يوم يبعثون ، اللهمّ يمّن كتابه، ويسّر حسابه، وثقّل بالحسنات ميزانه، وثبّت على الصراط أقدامه، وأسكنه في أعلى الجنات، بجوار حبيبك ومصطفاك صلّى الله عليه وسلّم . والحمدُ للهِ على قضاءه وقدره .