بخصوص المحافظة على الذاكرة الوطنية الجزائرية

لجنة الدفاع الوطني تستمع لوزير المجاهدين وذوي الحقوق

محمد غاني . الان
عقدت اليوم  الأثنين 06 مارس 2023 لجنة الدفاع الوطني، برئاسة السيد أحمد بلعالم اجتماعاً خصصته للاستماع إلى وزير المجاهدين وذوي الحقوق السيد العيد ربيقة، حول أهمية المحافظة على الذاكرة الوطنية وترسيخها في الأجيال الصاعدة، وذلك بحضور وزيرة العلاقات مع البرلمان السيدة بسمة عزوار وكذا السيد ناصر بطيش نائب رئيس الجلس الشعبي الوطني.
بعد الترحيب بالحضور، ذكر السيد بلعالم بأن كل الدول ترجع بذاكرتها لتستلهم منها العبر وتنقل القيم الوطنية لرسم طريق نحو المستقبل، كما ذكر بأن رئيس الجمهورية أولى أهمية بالغة لملف الذاكرة باعتباره ركيزة أساسية من ركائز بناء الجزائر الجديدة، لا سيما عبر جملة من القرارات والتعليمات التي أقرها والتي تعكس حرصه على المحافظة على الهوية الوطنية والتمسك بقيم ثورتنا المجيدة وتبليغ رسالتها للأجيال الصاعدة، وذلك عبر تشكيل لجنة مشتركة للمؤرخين تعمل على معالجة جميع المسائل المتعلقة بالذاكرة، ترسيم تاريخ 08 ماي يوما وطنيا للذاكرة، وكذا إنشاء قناة خاصة بالذاكرة وغيرها، كما ذكر بدور مؤسسة الجيش الوطني الشعبي في ترسيخها عبر تسمية منشئات ومقرات نواحي باسم الشهداء والمجاهدين.
و خلال عرضه، أوضح السيد ربيقة بأن المحافظة على الذاكرة الوطنية وتبليغ الرسالة التاريخية مكرسة في أسمى قوانين الدولة “الدستور”، مؤكدا أن حفظ وصون الذاكرة الوطنية في مقدمة أولويات اهتمامات قطاعه الوزاري، وفقا لمخطط عمل الحكومة وهذا تنفيذا لبرنامج رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون وتجسيدا لالتزاماته 54 التي أقرها تيمنا بسنة اندلاع ثورتنا المجيدة، كما يضطلع القطاع بحماية مآثر ورموز المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، حيث تعمل الوزارة على تطوير المؤسسات المتحفية للمجاهد وعصرنتها لتواكب اهتمامات الشباب والناشئة بذلك استعمال الوسائل الالكترونية والتكنولوجية لترسيخ الثقافة التاريخية لدى مختلف الأوساط المجتمعية من خلال تظاهرة “متحف في حافلة.” الى جانب طبع الكتاب
التاريخي ومذكرات المجاهدين والأعمال العلمية الخاصة بالباحثين والطلبة وتوزيعها عبر نطاق واسع لمختلف المكتبات ومكتبات المراكز الثقافية لممثلياتنا الدبلوماسية في الخارج. بالإضافة إلى طبع 150 عنوان بمجموع 75000 نسخة، و 20 عنوان من سلسلة أمجاد الجزائر بكتابة البرايل، بمجموع 28460 نسخة، وكذا تم طبع 10 نسخ من دليل المتحف الوطني للمجاهد بطريقة البرايل مشفوعا بصور قابلة للمس ليسهل على المكفوفين استيعاب المعلومات بالإضافة
إلى تنظيم الملتقيات والندوات التاريخية و جمع وتدوين الشهادات الحية التي بلغ الرصيد الخام للقطاع منها 39487 شهادة حية، كما يقوم القطاع في إطار برنامجه السنوي على إحياء الأيام والأعياد الوطنية ومختلف المناسبات التاريخية بإشراك المجتمع المدني كما يسهر القطاع على حماية المواقع
التاريخية من خلال صيانتها وترميمها وتصنيفها بالتنسيق مع الجمعيات الوطنية والولائية والسلطات المحلية، كما يعمل على ترقية السياسة الوطنية للسياحة التاريخية.من جهة أخرى، تعمل الوزارة على ترقية الانتاج السنيمائي والإنتاج السمعي البصري، حيث قام بإنجاز 11 فلما تاريخيا طويلا، 32 شريط وثائقي، وتم الشروع في انجاز 03 أفلام حول رموز وقادة الثورة ( زيغود يوسف، أحمد بوقرة، أحمد بن عبد الرزاق حمودة المدعو سي الحواس)، أما فيما يخص فلم الشهيد الرمز ” العربي بن مهيدي ” فقد تم استلام نسخة منه.
كما تتجه الوزارة حسب السيد الوزير، إلى نحو استحداث طرق وأساليب جديدة لتدوين وتلقين التاريخ للشباب والناشئة عبر رقمنة المعلومة التاريخية ومرافقتها بالوسائط التكنولوجية الحديثة، كما أطلقت منصة رقمية تاريخية ” جزائر المجد” بمناسبة الذكرى الستين لعيد الاستقلال، كما ستعمل على تطبيق الكتروني لتاريخ الجزائر ( 1832/1962). خاص بالهواتف الذكية.
ويعمل القطاع وفق مقاربات علمية موضوعية جديدة مبنية على الأبحاث الاكاديمية والتأسيس القانوني من اجل تعزيز الفاعلية في طرح جميع الملفات المتعلقة بالجرائم التي ارتكبها الاستعمار بحق الشعب الجزائري وذلك بالتنسيق مع الجنة التي كلفها رئيس الجمهورية في هذا الشأن.
أما بخصوص ملفات الذاكرة المتعلقة باسترجاع جماجم ورفات شهداء المقاومة الشعبية والتفجيرات النووية بالصحراء الجزائرية ومفقودي ثورة التحرير الوطني، واسترجاع الأرشيف وملفات المنفيين والمهجرين، وكذا جميع الملفات المتعلقة بالجرائم التي ارتكبها الاستعمار بحق الشعب الجزائري، حيث يعمل القطاع كما ذكرت سابقا على معالجة هذه الملفات وفق مقاربات علمية موضوعية جديدة مبنية على الأبحاث الأكاديمية. ومواكبة للثورة التكنولوجية في مجال المعلومات والاتصال وولوج عالم الرقمنة من خلال الوقوف على جملة من المشاريع ذات الطابع الرقمي.
و عقب ذلك فسج المجال أمام السادة النواب للمناقشة حيث تم التأكيد على أهمية الحفاظ على الموروث الحضاري والتاريخي للأمة، كما شدد أعضاء اللجنة على ضرورة إيجاد آليات أخرى في مجال التعليم لترسيخ التاريخ وتمكين الجيل الصاعد من معرفة تاريخه ويالاعتزاز به لكي يشارك بفخر في بناء الجزائر الجديدة، كما تساءلوا عن أسباب تأخر مشروع القانون الخاص بالشهيد والمجاهد، وكذا التقرير حول الذاكرة وكتابة التاريخ من الجانب الجزائري، بالإضافة إلى ضرورة إعادة النظر في منحة بنات الشهداء، وإطلاق برنامج وطني للمقاومات الشعبية، تأسيس مركز للبحث والثورة في الجنوب، تفعيل دور الإعلام، قافلة تجول الصحراء للتعريف بالذاكرة، ترسيخ الثقافة التاريخية للأطفال بتعريفهم على زعماء الثورة من خلال برمجة رحلات مدرسية للأماكن التاريخية، التسويق السنيمائي لزعماء الثورة، طلب تسوية ملف التفجيرات النووية وانشاء متحف كبير يعبر عن حجم الكارثة الإنسانية التي وقعت في رقان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى