*يا أهل السودان، ما سركم؟*
✒️ صَالِح الرِّيمِي
منذ شبابي في السعودية سكنت مع رجل سوداني، ثم عملت مع رجل سوداني، وفي البحرين سكنت بجوار سوداني، وعملت في تركيا بشركة البركة مع رجل سوداني، الصفة الجميلة التي وجدتها تربط بينهم هي جمال إبتسامة الرجل السوداني، وكأن حسن الإبتسامة محتكرة لهم فقط..
قلت منذ زمن إذا رأيت عربيًا حسن الخلق، فلن أتعجب إذا قفزت إلى ذهني خاطرة تقول: “إنه قد نشأ في بيت سوداني!”. أقول: كيف لهؤلاء كلهم أن يتفقوا على أن يكونوا من أحسن شعوب العرب أخلاقًا؟ كيف اتفقوا ألا تبرح الإبتسامة ثغورهم؟
أنقل لكم قصتي عندما زرت بلد السودان، دخلت المطار بشعور جميل عندما وجدت كل من رأته عيني من أهل السودان يرحب بي ويحتفي بي ويتزاحمون على ضيافتي، تعجبت بداية من الإستقبال في المطار، فقلت لعله هذا موجود في كل دول العالم المتحضر أن تجد هذا الإستقبال الرائع..
لكن خرجت من المطار وركبت سيارة الأجرة، واثناء الحديث عرف أني يمني الجنسية، فقال: بلادكم فيها حرب وأنا متضامن معكم ولن أخذ منك أجرة المشوار، وعند نزولي حلفت عليه أن يأخذها ورميتها له في السيارة وانصرفت.
دخلت الفندق!! فوجدت رجلاً أسمر اللون لكنه أبيض القلب ذو وجه بشوش وابتسامة عريضة مفرحة، رحب بي وهو بنفسه أخذ شنطتي إلى غرفتي، ثم اتصل بي من الإستقبال يخبرني عن خدمات الفندق، بعدها غصت في نوم عميق حتى الصباح، ثم نزلت إلى الشارع العام أبحث عن فطور، ماشاء الله تبارك الله مطاعمهم صحيح أنها شعبية لكن فيها ألفة لم أشاهدها في أماكن أخرى..
وفي المساء قابلت صديقي السوداني في بيته وكان عنده ضيوف، بصدق من الترحيب اخجلوني، وبدأ كل شخص يعرض علي الضيافة في بيته، طبعًا العرض مع الحلف بكلمتهم المشهورة “عليك الله”، خرجت من بيت صديقي وعندي دعوات أكثر من أيام مكوثي في الخرطوم..
طيلة حياتي في أرض الحرمين الشريفين، أو في فترة إقامتي في البحرين أو عند سفري لليمن تعاملتُ مع معظم الشعوب العربية، وقضيت مع بعضهم سنيناً طويلة، وتأملت في أخلاقهم، وطريقة تعاملهم، فوجدت أعجبهم وأغربهم هو الشعب السوداني الأصيل، بلا نزاع أو منافسة! طبعًا من وجهة نظري الخاصة .
*ترويقة:*
شعب السودان طيب القلب، يملك دماثة حسن الخلق وقد يقفون في مقدمة الشعوب العالم جمالاً ولديهم الشهامة العربية الأصيلة، يا أهل السودان، ما سركم؟ كيف يمكن في بلد واسع المساحة ولأعداد غفيرة من الشعب أن يتفقوا على هذه الإبتسامة الجميلة، وأن يكونوا قدوةً للشعوب العربية في أخلاقهم.
*ومضة:*
لله درك يا شعب السودان، فأنت عظيمٌ بدماثتك، وأنت قدوةٌ بطيبتك، وأنت مثلٌ ببسمتك، يا شعب السودان، أخبركم سرًا، أحبكم حبًا صافيًا.
*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*