الإمارات تضيء بشهر القراءة في مارس

سلمى حسن القاهرة

يقول الدكتور خالد السلامي أن شهر القراءة الذى ينير الإمارات في شهر مارس من كل عام

من أهم  النشاطات الثقافية الأساسية التي تساهم في بناء الفرد وتنميته في مختلف المجالات الحياتية. ولأهمية هذا النشاط الثقافي، قرر مجلس الوزراء في دولة الإمارات العربية المتحدة تحديد شهر مارس من كل عام للاحتفال بالقراءة.

تأتي هذه المبادرة في إطار سعي الدولة الدائم لترسيخ ثقافة القراءة وتشجيع الأفراد على ممارستها بشكل يومي، لأن القراءة هي أحد أهم مرافق التعليم والثقافة والتنمية الشخصية. ومن خلال شهر القراءة، تتمكن الدولة من تعزيز الوعي الثقافي وتحفيز الأفراد على القراءة، وخلق مجتمع قارئ يتسلح بالعلم والمعرفة.

حيث تعد دولة الإمارات من الدول الرائدة في العالم في الارتقاء بمستوى الثقافة والمعرفة لدى المواطنين والمقيمين فيها، وتعد القراءة من أهم الوسائل التي يتم الاهتمام بها لتحقيق هذا الهدف. فقد بدأ الاهتمام بالقراءة في دولة الإمارات منذ فترة مبكرة، حيث كان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، يولي اهتمامًا كبيرًا للثقافة والمعرفة، وكان يشجع المواطنين على القراءة والتعلم. واستمرت هذه الرؤية والاهتمام في عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، حيث شجع المواطنين والمقيمين على القراءة، وكرّس هذا الاهتمام بإطلاق عدد من المبادرات الثقافية والتعليمية في مختلف المجالات. كما يهتم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، بالقراءة والتعلم بشكل كبير، حيث كرس العديد من المشاريع والمبادرات لتعزيز الثقافة والمعرفة والقراءة في الدولة. وأطلق سموه مبادرات تهدف جميعها إلى دعم القراءة والمعرفة والثقافة في الدولة.

وقد قدّم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله، الكثير من الجهود لتعزيز الثقافة والقراءة في المجتمع الإماراتي.  واهتم سموه بكل ما يعزز القراءة كثقافة وأسلوب حياة، وتشجيع الناس على القراءة بانتظام وبطريقة منهجية. كما أنّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان قدّم دعماً مادياً ومعنوياً للعديد من المبادرات الثقافية والتعليمية في الدولة، بما في ذلك بناء مكتبات عامة ومراكز ثقافية، وتنظيم معارض الكتاب والمهرجانات الثقافية وورش العمل والندوات.

وقد أطلقت الدولة العديد من المبادرات والفعاليات في شهر القراءة، تضمنت هذه مبادرات مجموعة متنوعة من الفعاليات والأنشطة التي تهدف إلى تحفيز الأفراد على ممارسة القراءة والتعرف على مختلف الفنون الأدبية والعلمية. كما تتضمن هذه المبادرات العديد من البرامج التثقيفية والترفيهية، التي تشمل المحاضرات والورش العملية والندوات والمسابقات الثقافية.

ويعد شهر القراءة فرصة مهمة للدولة لتحفيز الأفراد على القراءة وتحسين مستوياتهم المعرفية والثقافية، وخاصة في ظل التحولات التكنولوجية السـريعة التي تواجه المجتمعات الحديثة. وتساهم هذه المبادرة في بناء مجتمع قارئ ومتعلم، قادر على المشاركة الفعالة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية.

من جهة أخرى، تحرص دولة الإمارات على توفير بيئة مشجعة للقراءة والتعلم، حيث تتوفر فيها مكتبات عامة وخاصة، وتنظم المعارض الثقافية والفعاليات المتنوعة التي تشجع الأفراد على القراءة واكتساب المعرفة. كما تعمل الحكومة على تحسين جودة التعليم وتشجيع البحث العلمي، وذلك بهدف إعداد جيل مثقف ومتعلم يساهم في بناء مجتمع معرفي وحضاري قوي.

ولا يقتـصر دور الحكومة في شهر القراءة على إطلاق المبادرات والبرامج الثقافية فحسب، بل يتعداه إلى المجتمع المدني والأفراد، حيث يتم تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية والأنشطة المتنوعة التي تشجع الأفراد على القراءة والاستمتاع بالثقافة. فمثلاً، ينظم العديد من النوادي الثقافية والأدبية مجموعات قراءة ومناقشة للكتب، وتعقد العديد من الندوات وورش العمل المتخصصة في مجالات مختلفة.

بهذه الطريقة، يمكن للجميع الاستفادة من شهر القراءة وتحويله إلى فرصة لتعزيز الثقافة والمعرفة وتحقيق التنمية المستدامة، وتأسيس مجتمع متسلح بالمعرفة والثقافة يسهم في تحقيق التقدم والازدهار في الدولة.

بالإضافة إلى ذلك، يعتبر شهر القراءة فرصة مهمة لتشجيع الأطفال على القراءة وزيادة وعيهم بأهميتها. ومن المهم تشجيع الأسر والمدارس على تخصيص وقت خاص للقراءة وإبراز الكتب الملائمة للأطفال، حتى يتمكنوا من تحسين مهاراتهم اللغوية والثقافية وتعزيز خيالهم وإبداعهم.

ويمكن أن تساهم الشـركات والمؤسسات في دعم شهر القراءة بتخصيص ميزانيات خاصة لإطلاق مبادرات وحملات ترويجية للقراءة وتحفيز المجتمع على المشاركة. فالمساهمة في هذه الفعالية الوطنية تعد فرصة مثالية للشـركات لتحقيق المزيد من المسؤولية الاجتماعية والاستثمار في مجتمع مثقف ومتعلم.

وبهذا نؤكد على أن شهر القراءة هو فعالية وطنية مهمة، تحمل رسالة مهمة في بناء مجتمع متعلم ومثقف، وتطوير مستوى المعرفة والثقافة لدى الشباب والأطفال. لذا ندعو جميع المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات للمشاركة في هذه الفعالية الهامة، وتكريم الكتاب والمؤلفين والمثقفين الذين ساهموا في إثراء المكتبات والمجتمع الإماراتي بأعمالهم المميزة، ودعم جهود الحكومة في تحقيق هذه الرسالة الوطنية الهامة. فقط من خلال المشاركة الفعالة في شهر القراءة يمكننا بناء مجتمع مثقف ومتعلم قادر على المنافسة في العالم الحديث.

المستشار الدكتور خالد السلامي

سفير السلام والنوايا الحسنة

سفير التنمية رئيس مجلس إدارة جمعية أهالي ذوي الإعاقة

رئيس مجلس ذوي الهمم والإعاقة الدولي في فرسان السلام

عضو مجلس التطوع الدولي أفضل القادة الاجتماعيين في العالم لسنة 2021

Related Articles

Back to top button