يَانَفسُ وَيحَكِ:
✍ حسن بن قاسم القحل :-
يَانَفسُ وَيحَكِ إذ سِنِينُكِ أدَبَرتَ
وَالدَّهرُ خَانَكِ وَالْأَمَانِي قَصَّرَتْ
وَثُوِيتِ فِي قَبرٍ وَلحدٍ ضَيِّقٍ
وَتَصَرَّمَتْ أَيَّامُ عُمرُكِ وَأنَّبَرَتْ
أَوَّ مَا السَّبِيلُ إِلَى النَّجَاةِ إِذَا أَتَتْ
أهوَالُ يَومٍ طَآئِلٍ وَتَتَابَعَتْ
وَالشَّمسُ لَاحَتْ لِلشُّرُوقِ بِغَربِهَا
وَالَارضُ رُجَّتْ وَالعِشَارُ تَعَطَّلَتْ
وَالوَعدُ حَلَّ عَلَىٰ الْعِبَادِ بِغَمضَةٍ
فِي لَحظَةٍ مِن هَولِهَا قَدْ أَسَكَرَتْ
كُلَّ الْأَنَامِ صَغِيرَهَا وَكَبِيرَهَا
وَالطِّفلُ شَاخَّ كَذَا المَرَاضِعُ أُذهِلَّتْ
وَتَشَقَّقَتْ طِبَقُ السَّمَاوَاتِ العُلَىٰ
وَطُوَتْ صَحَائِفُهُنَّ حِينَ تَنَثَّرَتْ
وَهَوَتْ كَوَاكِبُهَا وَغَابَتْ شَمْسُهَا
وَخَبَا قَمَرُهَا وَالنُّجُومُ تَبَعْثَرَتْ
وَتَوَقَّفَتْ سُنَنُ الحَيَاةِ وَسَيرُهَا
وَالصَّمتُ خِيمَ وَالجَوَانِب أُطْبِقَتْ
مَاذَا عَمِلتِ وَمَا الجَوَابُ لِصَيحَةٍ
فِيهَا نُفُوسُ العَالَمِينَ تَحَضَّرَتْ
يَانفِسُ عِيشِي مَابدا لكِ وَاسأَلِي
أَينَ الجُدُودُ وَأَينَ أَقْوَآمٌ خَلَتْ
أَينَ التَّبَابِعَةُ العِظَامُ وَأَينَ فِر
عَونَ الَّذِي قَالَ الْإلَهُ أَنَا .. سَكَتْ !!!
سَكَتُوا الَّذِينَ أَشَدَّ مِنَّا قُوَّةً
مَن كَانَ عِضدُهُمُّ عَصِياً أَنْ يُفَّتْ
سَكَتُوا وَنَحنُ لَسَوفَ نَسْكُتُ مِثلَهُمْ
وَلَسَوْفَ يَطوِينَا الصُّمُوتُ كَمَن صَمَّتْ
سَنَعُودُ لِلدَّيَّانِ يَقضِي بَينَنَا
وَلَسَوفَ تُجزَىٰ كُلُ نَفْسٍ مَا سَعَّتْ
إِن كَانَ خَيراً قَد بَدَا بِكِتَابِهَا
تِلكَ الجِنَانُ لِأَهلِهَا قَد أُزلِفَّتْ
أَمَّا إِذَا كَانَ الشُّرُورُ سَبِيلَهَا
فَالنَّارُ لِلْأَشرَآرِ أَيْضَاً سُعِّرَتْ
يَانفِسُ فَلتَتَأَهَّبِي هَذَا زَمَانٌ
فِيهِ أَشْرَآطُ الْقِيَامَةِ قَدْ بَدَتْ
إِنَّ الْحَيَاةَ قَصِيرَةٌ أَيَّامَهَا
هِيَ لِلْفِنَاءِ وَلِلزَّوَالِ وَإِنْ حَلَّتْ
دَآرُ إختِبَارِ النَّفسِ عَنْ أَهوَآءِهَا
مَنْ أَحرَزَت فَوزاً وَمَنْ قَدْ أَخفَقَّتْ
يَا نَفسُ إِنَّ العُمرَ يُشبِهُ وَمضَةً
مَهمَا سِنِينُكِ فِي الحَيَاةِ تَطَاوَلتْ
فَالمَوتُ يَوماً دُونَ رَيبٍ حَاصِلٌ
كَمِ أنفُسٍ أَتَتِ الحَيَاةَ وَغَادَرَتْ
يَارَبُّ أَلهِمنَا الهِدَآيَةَ وَالْتَقَىٰ
يَاعَالِمَاً بِضُحَىٰ النُّفُوسِ وَمَا خَفَتْ
وَأرزُقنَا يَارِحَمٰنَ حُسَن خِتَامِنَا
بِالصَّالِحَاتِ إِذَا المَنيَّةُ أَقبَلَتْ
ثُمَّ الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ
مَن قَدْ سَما فَضلًا بِآيٍٍ أُنزِلَتْ…