سيدات الكرة الطائرة البحرينية وتحدي نحو إثبات الوجود
مقال : إسحاق الحارثي
زيارتي الأخيرة لمملكة البحرين الشقيقة ولقائي مع من يعنيهم أمر تطوير لعبة الكرة الطائرة النسائية في مملكة البحرين بشكل خاص وفي منطقة الخليج بشكل عام وحضوري لتمارين ومباريات بعض الأندية بدوري السيدات الذي ينظمه الاتحاد البحريني لكرة الطائرة قربني كثيراً من واقع هذه اللعبة التي بدت تأخذ موقعها بالشكل التدريجي وحسبما خُطط لها من قِبَل القائمين على هذا النشاط في الاتحاد البحريني لكرة الطائرة وما شاهدته من روح الإصرار والتحدي لدى سيدات الطائرة بمملكة البحرين لأجل إثبات الذات ونقل هذه الرياضة لتطلعات وآفاق أوسع مما عليه الآن.
أن إقامة دوري لهذه الفئة في حد ذاته يعد تحدياً كبيراً من حيث الاستمرارية والانضباط إذ أن الدوري ليس لعب مباريات فقط بل هناك منظومة عمل تبدأ منذ مرحلة التأسيس والبحث عن من يمثل هذا الفريق مروراً بمراحل الإعداد ووجود أماكن مخصصة للتمارين بحكم أن لعبة طائرة السيدات لها خصوصية تتطلب صالات مغطاة للتمارين كما تتطلب انتظام والتزام بشكل يومي بحيث يستطع المدرب خلق فريق منسجم يطبق خطط اللعب وصولاً للمنافسة.
تعد التجربة البحرينية اليوم نموذجاً مشرفاً في دول الخليج وهذا ما تكلمنا عنه في مقال سابق فيما يخص الظهور الخجول لطائرة السيدات في المنطقة في وقت سابق، اليوم هناك دول تمضي قدماً في هذا الجانب بما فيها دولة الإمارات العربية المتحدة وباقي دول الخليج العربية وذلك لأجل اللحاق ببعض تجارب الدول العربية، اليوم الدوري البحريني للكرة الطائرة للسيدات يقام بشكل منظم وبمشاركة النادي الأهلي ونادي النجمة ونادي مدينه عيسى ونادي توبلي ومركز شباب تمكين (القادسية)
وبنظام دوري من دورين لتنتقل أربع فرق من الدور التمهيدي للدور الثاني ليلعب الحاصل على ترتيب المركز الأول في مجمل محصلة الدور التمهيدي مع الحاصل على المركز الرابع والفائز منهما يصعد للعب المباراة النهائية أمام الفائز من مباراة الحاصل على الترتيب الثاني والثالث.
يقول الفاضل علي السيد رئيس اللجنة النسائية بالاتحاد البحريني للكرة الطائرة بأن الاتحاد البحريني للكرة الطائرة وبتوجيه من الشيخ علي بن محمد آل خليفة رئيس مجلس الإدارة يولي اهتماماً خاصاً في إقامة واستمرار دوري الكرة الطائرة للسيدات ويضيف علي السيد، أن الاتحاد يقدم كل الدعم للأندية والفرق المشاركة في الدوري وحريص كل الحرص على الاهتمام بهذه الفئة وذلك بهدف تكوين قاعدة صلبة من اللاعبات لتمثيل المنتخب الوطني البحريني بالصورة المشرفة سيما وأن مملكة البحرين من أوائل الدول الخليجية التي مارست لعبة الكرة الطائرة لفئة السيدات وذلك عند بداية مطلع قرن السبعينيات وأن الاتحاد البحريني لكرة الطائرة من أوائل الاتحادات الخليجية التي أسست منتخبات للسيدات وأقامت المسابقات لتطويرها.
وإذا ما نظرنا للعناصر التي تشارك اللعب مع الفرق نجد أن هناك استقطاب للاعبات محترفات من دول عربية في بعض الفرق، وهنا أخص بالذكر الفريق الذي أتيحت لي فرصة متابعته عن قرب وتعرفت على إمكانياته من خلال اللقاء بمسؤول فريق توبلي الفاضل أيمن جعفر العريض مدرب كرة طائرة وصاحب أكاديمية المها الرياضية الذي يولي اهتماماً خاصاً بهذا النشاط ويلاقي الإشادة من قبل المعنيين باللعبة والمسابقة.
في هذا الصدد نثمن كافة الجهود التي تُبذل في هذا الشأن من قبل جميع القائمين على هذا النشاط من وزارة واتحاد وأندية ومؤسسات وشركات وأفراد من حيث الاهتمام والمتابعة لأجل نشر اللعبة بين فئة السيدات في المجتمع وعلى نطاق واسع وبشكل تدريجي من حيث التشريع والتطوير وهذا في حد ذاته جهد مقدر من قبل كل من ينتمي لهذه المنظومة من أندية ولاعبات ومدربين وقائمين على الفرق.
لا شك أن التحفيز والتكريم أو المكافأة لكل مجتهد سوف تجعله يضاعف الجهد لأجل مواصلة العمل والتطوير للأفضل لأجل الظهور بالمظهر المشرف والذي يسر كل من يراه والذي يطمح له على حد سواء كل القائمين على هذا النشاط، فمتى ما دعمت أي رياضة أو أي مسابقة سوف يؤتى جني ثمارها لاحقاً إذ يدرك القائمون على أي نشاط أن الأمور اليوم سيما في الجانب الرياضي تتطلب الإنفاق ولا شيء يأتي بالساهل والمجان إذ أن هناك مصروفات يتكبدها القائمون على إدارة هذه الفرق من كافة الجوانب اللوجستية والإدارية والفنية فنظرة بعين العطف والاعتبار لهذه الفرق سوف يكون لها وقع كبير تحفز الآخرين في المضي قدماً نحو الدخول في هذا الجانب من النشاط بل تفتح الباب للتنافس الأمثل في استقطاب لاعبات لخلق بيئة احترافية وربما يصل الأمر لإبرام عقود للاعبات المحليات في خطوة غير مسبوقة على مستوى المنطقة.