السعادة بين اليأس والأمل

✒️ صَالِح الرِّيمِي

كلنا ينشد السعادة ويتمناها.!! لهذا قد تولدت لدي تساؤلات منذ نعومة أظافري. ما هي السعادة الحقيقة وأنا أرى أناس سعداء وآخرين تعساء؟.. ولماذا هؤلاء سعداء؟ وأولئك تعساء؟ وهل تصدر السعادة من داخل أنفسنا أو تأتينا من الخارج؟؟
وهل الأشياء أو الأشخاص مصدر سعادتنا ؟ وهل لدينا القدرة على أن نكون سعداء باقتناع داخلي فقط؟
وهل السعادة مشروطة بأشياء داخلية أم خارجية ؟
لكن الحمد لله بعد البحث والتحري وجدت أن السعادة الحقيقة هي التي تنبع من داخل الإنسان وهو مصدرها، ثم بالقرب من الخالق عزوجل.

منذ فترة قابلت شخصًا من معارفي تربطني به علاقة جيدة، وعندما سألته عن أحواله، باشرني مبادرًا حالي سيء للغاية، والسعادة بعيدة المنال عني، فحياتي كلها من دين إلى دين، ومن هم إلى هم، ومن مصيبة إلى مصيبة، قاطعته بقولي قل الحمد لله على كل حال.. قال الرجل: على أي حال أحمد لله عليه وأنا فقير لم أتقدم خطوة واحدة في طريق السعادة والنجاح، فلم أستطع تسديد الإيجار ولا فاتورة الكهرباء ولا حق السوبر ماركت التي أتسلف منها مصاريف أكلي وشربي.

غير أن زوجتي مريضة، وولدي يحتاج إلى عملية لم أستطع تدبير قيمتها. فأي خير في حياتي، سألته كيف حالك مع الله، قال: بصراحة لم أصلِّ منذ زمن، وكيف أصلي وأنا بهذه الظروف الصعبة..
أنهيت الحوار لأني وجدت أن الرجل سلبي فخفت على نفسي من يأسه من الحياة وعدم تفاؤله، ورأيت أن بينه وبين الأمل بعد المشرقين، وأيضًا بعده عن لله وعدم تقبله النصيحة، غير أنني خفت أن يتحول هذا الشعور السلبي إلى نفسي، لأني لست أفضل حالًا من هذا الرجل، ثم وعدت نفسي أنني سآتي إليه مرة أخرى للنصح والتوجيه.

من خلال تجاربي الحياتية وخبراتي العملية وجدت أن بعض الناس يفسر أن كل ما يحصل له من معوقات الحياة الدنيوية كونه لم يولد وفي فمه ملعقة من ذهب تذلل كل المعوقات والإحباطات والمشكلات..
لذا تجد الواحد منهم يتشكى لكل من قابله عن ظروفه وحياته الخاصة والعامة، ويعلق كل فشله على الظروف..
وهذه الشماعة ستجعله يعيش طوال حياته مكتئبا، متشائما، منسحبا من الحياة من كثرة الشكاوى التي تغلغلت في نفسه فولدت قناعات سلبية وسلم لها وفرغ شحنات العاطفية السلبية إلى داخل نفسه، فأصبح يتذمر ويتضجر من واقعه وحياته المعيشية، دون التقدم خطوة واحدة إيجابية للأمام وفي طريقه للنجاح والسعادة المنشودة والحياة الجميلة.

وللتخلص من هذه القناعات السلبية التي أعاقتهم في استغلالهم كل ما هو جميل في حياتهم، بالبحث عن القوى الكامنة المحفزة للنجاح الموجودة في داخلهم، وإخراج قناعاتهم السلبية الراسخة من عقلهم اللاواعي، والانطلاق بقوة إلى المستقبل الجميل، وترك الماضي التعيس خلفهم دون رجعة أو التفكير فيه، فالقاعدة تقول: أن الماضي دائمًا لا يساوي المستقبل..
ثم اقتناص الفرص المتاحة واستثمارها الاستثمار الأمثل من خلال العمل الدؤوب متذكرين قوله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ).

*ترويقة:*

السعادة: هي إيمان الفرد بأهدافه وقراراته وبقدراته وإمكاناته، أي الإيمان بذاته. وأيضًا هي الثقة والشعور بقيمة الإنسان سواء أمام نفسه أو أمام الآخرين، وأنه هو الذي يتحكم في ذاته وليس الآخرون، ومن ثم ينعكس ذلك على اعتقاده الإيجابي في تفكيره ومشاعره وسلوكه، وشخصيته بشكل عام.

*ومضة:*

في ظني وفي قناعاتي التي اكتسبتها أن هولاء السلبيين الذين أوجدوا ذلك الحائط الوهمي سيدمر حياتهم ومستقبلهم، ويدفعهم إلى مزيد من الفشل والتعاسة ، فيصبحوا عالة على المجتمع الذي سيعاني منهم ومن فشلهم أشد المعاناة.

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى