…. حَقِيقَةُ الْحُبِّ …..
ابُو مُعَاذٍ / صِدِّيقُ عُطِيفِ
الْحُبُّ لَا تَلْقَاهُ فِي دَرْبِ الرَّدَى
بَلْ كَانَ أَسْمَى غَايَةً وَمَكَانا
قَدْ نَالَ قِسْطاً بِالْكِتَابِ وَسُنَّة
يَا جَاهِلِينَ الْحَقَّ وَالتِّبْيَانَا
إِذْ كَانَ عِيدُ الْحُبِّ مِنْ أَعْيَادِنَا
نَلْقَاهُ بِالْأَفْرَاحِ اذْ يَغْشَانَا
حَلَّتْ بِنَا النَّكَبَاتُ حَالَ حَيَاتِنَا
وَأَتَى الْبَلَاءُ مُدَجَّجاً بِقُرَانَا
مَنْ يَدَّعِي حُبَّاً لِغَايَةِ شَهْوَةٍ
ظُلْماً جَنَى فِي خِسَّةٍ عُدْوَانَا
قَدْ كَانَ هَذَا الْحُبُّ نِعْمَةَ رَبِّنَا
وَسْطَ السُّوَيْدَا مِنَّةً أَعْطَانَا
يَرْعَى نُفُوساً وَالْقُلُوبُ مَطِيَّةً
مَلَكَ النِّسَاءَ وفَضَّلَ الذُّكْرَانا
بِالْبَيْتِ لِلزَّوْجَيْنِ يَزْرَعُ رَحْمَةً
وَمَوَدَّةً مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَانَا
الْحُبُّ ضَرْبٌ مَنْ عَلامَاتِ الْتُّقَى
يَسْقِي الْبَنِينَ وَيَغْمُرُ الْإِخْوَانَا
أَحْبُوا الضَّعِيفَ مَكَانَةً بِقُلُوبِكُمْ
وَكَبِيرَكُمْ وَكَذَلِكَ الْجِيرَانَا
مَنْ حَبَّ إِخْوَاناً لَهُ فِي دُنْيَةٍ
يَأْتِي الْإِلَهَ عَنِ الْيَمَينِ عيَانا
وَمَحَبَّةُ الْمِسْكِينِ تِلْكَ فَضِيلَةٌ
لَانْلَقَ بَخْسَاً بَعْدَهَا وَهَوَانا
إِنَّ الْإِلَهَ يُنَادَى أَيْنَ أَحَبَّتِي
مَنْ حَبَّ فِينَا الْيَوْمَ قَدْ يَلْقَانَا
إِنِّي أَنَا الرَّحْمَنُ هِبْتُ مَكَانَةً
يَا مَنْ أحَبَّ وجنَّةَ الرِّضْوَانَا