اصنع الحُب قبل أن تحتفل!!*

✒️ صَالِح الرِّيمِي

الحُب حاجة إنسانية وفطرة بشرية ملحة للنفوس السوية، وشعور دائم في القلب تتحرك له الجوارح بالطاعة والانقياد، وهو من صميم إنسانيتنا وديننا وأخلاقنا، فالإنسان السوي جُبل على إشاعة الفرح والحرص على إدخال السرور وجبر خواطر النفوس الكبيرة والعمل على رفع أسباب الشقاء والتعاسة، وأن يكون طلق المحيا لطيفًا رحيمًا بشوشًا محتفلًا بكل مناسبة سعيدة وفق الشريعة الإسلامية.
اليوم هو عيد الحب وعيد العشاق ويوم الحب الكبير الفالنتاين، الموافق 14 فبراير، وذلك للتعبير عن عواطفهم تجاه من يحبونهم، ويطغى اللون الأحمر على الهدايا والورود، فهل الاحتفال في يوم واحد يكفي أن نعبر فيه عن حبنا ومشاعرنا وأحاسيسنا تجاه بعضنا؟

نحن كمسلمين لا نحتاج إلى عيد الحُب؛ لأنه من المفروض أن تكون أيامنا كلها حب، ولهذا لا يجب أن نخصص يوم واحد فقط للحُب؟ لو أخذنا بهذا المفهوم يعني، هل بقية الأيام قابلة أن تكون أيام كراهية بيننا؟؟ لذا وجب علينا أن نعيد ترتيب حساباتنا ونراجع ثقافتنا في معنى الحُب، فلغتنا الجميلة تحمل كل الكلمات الجميلة في معاني الحب الفطري المبني على الأخلاق والمبادئ والقيم السامية .

عندما خلت كلماتنا وعباراتنا من الكلام الجميل والعبارات اللطيفة، وجفت مشاعرنا وأحاسيسنا الوجدانية تجاه بعضنا، فقدنا الحُب، فجاءوا إلينا بعيد الحب من – بلاد الإفرنج – ليوم واحد ليفرخ في قلوبنا ويتكاثر في مجتمعنا الفاقد للحب الحقيقي، فالحب شعور نبيل وإحساس مرهف، ومعنى سامٍ من أسمى المعاني التي من خلاله تستطيع أن تكسب العالم بأسره .

*ترويقة:*

اليوم نحن بحاجة ماسة لمن يذكرنا بأهمية الحُب وبالعاطفة كأساس للتعامل، وبديلاً للعنف والقسوة التي نعيشها، لذا تعلموا الحُب أولاً قبل أن تصنعوا له عيداً، لسنا بحاجة إلى عيد، إننا بحاجة إلى الحُب في كل يوم وليس فقط في عيد الحُب، فهو ليس عيدًا للحُب بل للمجاملة وتذكير لمن نسى أو تناسى الحُب.

*ومضة:*

لكي تعيش الحُب الحقيقي وتكون أيامك كلها حب!! قل ” أحبك ” لكل قريب منك، فتمنح الأمان وتعيد الأمل وتحيي أرواحًا عليلة.

*كُن مُتََفطائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى