هل لي بحضن واحد وقبلة

قصة حقيقية مؤثرة جداً :

حصلت هذه القصة في الباحة بالسعودية
صدقاً هالقصة أدمعت عيني وأحببت أن تصل إلى قلوبكم

القصة هي لأب كبير في السن ، كانت وظيفته معلم ، لكن زمان أول ، جيل الطيبين كما يسمونه ، إسمه ( سعيد بن جمعان ) .

بعد أن تقدم به العمر وتوفيت زوجته ، صار يسكن مع أولاده ليخدموه ، وقد رزقه الله منها أربعة أولاد كلهم وبفضل الله من البارين ، ولكن لابد من القصور ولو حرص الإنسان .

هذا الأب كان معروفاً بقوته وهيبته ونفاذ كلمته ،وكان إذا قيل ( سعيد بن جمعان ) جاء المدرسة حتى المدير والمدرسين يخافون فما بالك بالطلاب !!
وكان دائماً يضرب أبناءه ضرباً شديداً ، ويعلق لهم خيزرانه عند الباب يسميها ” وسمة ” لأنها تترك أثراً على الجلد مثل وسم الكي .

وعندما شاخ هذا الأب وأدركه الضعف والهوان ، شعر بأن أولاده يدركون هذا الشيء ويتعاملون معه على أساس هذا المنطق ..

يروي لي القصة أحد أولاده فيقول : بأن والدهم أرسل لهم رسالة يقول فيها :
العادات غالباً تسوقنا للخطأ ..
عذراً أولادي على ما بدر مني في صغركم ..
كنت شديد القسوة عليكم ليس لأني لا أحبكم ، لا والله ، بل أنتم أغلى من أنفاسي التي تشق صدري ، ولكن في زماننا كان الأب القاسي هو الوحيد الذي يربي أولاده ، أما الحنون فهو أب فاشل يسوق أبناءه إلى الفشل ، فنهجت نهج القوة متوقعا أن ذلك أنفع لكم وأفضل ، ولم يكن العلم يؤثر في هذه العادات كثيراً .
محمد
وإبراهيم
و خميس
وياسر
عندما أراكم تقبِّلون أبناءكم وتترفقون بهم فوالله إن قلبي يتقطع من الوجع ، وودي أصيح وأقول لكم وأنا أيضاً كنت أحبكم ولا أزال ..
فلماذا عندما يقبّل أحدكم ولده ينظر إلي نظرة كالخنجر المسلول ليطعن بها قلبي ، وكأنكم تقولون تعلم الحب والحنان ، وافهم كيف ينبغي أن يتعامل الآباء مع الأبناء ..
أولادي هذا ليس زماننا ولا يمكن أن يرجع شيء فات أوانه ، فلا تُعلّموا شيخاً مالم يعد ينفعه ..
و أنا دخيلكم أطلبكم العذر والسموحة ..
وإلا أنا أمامكم الحين ، وتلك عصاتي ، وتلك جنبيتي ، فاقتصّوا مني الآن ولا تعذبوني بنظراتكم تلك .

يخبرني بالقصة أصغر أولاده الذي هو ياسر وهو الآن أب لثلاثة ، ولدين وبنت ..
فيقول ياسر : كلنا تأثرنا برسالته وذهبنا نقبل رأسه ويديه وقدميه وأجمعنا كلنا بأنه لولا الله ثم تربيته لنا لما كنا رجالاً ناجحين ..

ثم يقول ياسر :
عندما ذهبت إلى السرير لأنام ظلت كلمات والدي ترن في أذني وتؤلمني في قلبي ، وحينها أجهشت باكياً بكاءً مراً فكتبت لأبي قائلاً :

أبي الحبيب ..
قد تكون أدركت جزءاً من نظراتنا لك حين نحتضن أولادنا وهذا دليل فطنتك ، ولكن لا يعلم الغيب إلا الله ..
فوالله إني أنظر إليك وأقول ماذا لو قبّلني أبي الآن ؟!
فأنا وإن كنت كبرت وأصبحت أباً وخالط الشيب سواد شعري ، فهذا لا يعني أني لا أحتاج لحضنك الدافئ وقبلاتك الحارة !!
فهل لي بحضن واحد وقبلة ؟!

وأرسلها إلى جوال أبيه ونام .

وعند الفجر خرج ياسر من غرفته لأجل أن يصلي فوجد أباه واقفاً على عكازه عند الباب ويقول له باللغة العامية :

تعال يابوي أضمك إلى صدري ..
ما حسبت الضرب بيشب جمري ..
إن كان أني أصبت فلله درّي …
وان كان أني غلطت فلك عذري ..
ما تدري عن غلاك لكن أنا أدري ..
أنت الروح والكبد وحزام ظهري ..
تعال ياسر أضمك وخذني لقبري ..

وضمه إلى صدره وقبّله وبكى الإثنان ، وخرجت زوجة ياسر وبكت بكاء شديداً لأجل هذا المنظر المؤثر ..
وماهي إلا دقائق حتى شهق الاب شهقة طويلة ووقع على الأرض وتوفي !!

حاولوا أن يسعفوه لكن جاء أجله .
رحم الله هذا الوالد العظيم .

العبرة :
فترفقوا يا أبناء بوالديكم وقد يكون لديهم ما يقولون ولكن لا يستطيعون البوح كما فعل هذا الأب
فانسوا أي ماضٍ مؤلم
وتذكروا أن لهم فضلاً ولو لم يربوكم
فكيف وهم من وقف على مصالحكم حتى أصبحتم رجالاً راشدين وأمهات
اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا وارحمهم كما ربونا صغاراً

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى