احترام وتقبل الآخرين
عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون
مدرب وناشط اجتماعي
كل إنسان عنده مجموعة من القيم والمعتقدات والأفكار الخاصة به والتي تمكنه من التصرف بطريقة معينة، ويجب علينا أن نحترم خصوصيات الآخرين ولا نطلب منهم أن يكونوا نسخة مطابقة لنا تماما، وفهمنا الصحيح لهذا المبدأ والعمل به يرفع من كفاءتنا الاتصالية وتجعلنا نحظى بحب واحترام الآخرين، والمعنى العام للاتصال هو النتيجة التي تحصل عليها، وهذا يتطلب منا أن نكون ذوي مرونة قوية، ولا نقف أمام حل واحد فقط لا ثاني له، بل لا بد من التفكير في حلول أخرى، ومن المؤكد بأنه توجد طرق كثيرة للتعامل مع كل موقف يمر بنا في حياتنا، ومما يسهل هذا الأمر علينا أن نتفهم نظريات الاتصال التي تُقسم الحدث إلى المواقع الثلاثة، حيث في حوارنا مع أي شخص نتخيل الموقف من ثلاثة مشاهد مختلفة، فالأول هو موقع الذات، والثاني موقع الآخر، والثالث موقع المراقب، كما لا نغفل عن لغة الجسد، فضمن دراساته أثبت العالم الفرنسي ألبرت مهارابيان من جامعة هارفارد أن الاتصال اللفظي يمثل 7 % من مدلول الرسالة، وأن الاتصال اللا لفظي يمثل 93 % من مدلول الرسالة منه 38 % نبرة الصوت، و55 % الإيماءات الجسدية ولغة العيون.
دع الناس يتحدثون عن أنفسهم، واعلم أن تأثيرك وقوتك تزداد حينما تستعمل كلمة (أنت)، وكلما جعلت الاخرين يشعرون بأنهم مهمين كلما ازداد تجاوبهم وتعاونهم معك، فكل إنسان يريد أن يُعامل بوصفه شخص له أهميته، وكل شخص يعتبر نفسه مهما كما أنت تعتبر نفسك أيضاً، فما هي الكيفية التي نجعل فيها الآخرين يشعرون بأنهم مهمين…؟
هناك عدة أمور توصلنا لهذا، ومنها أن نستمع إليهم بانتباه كامل وإنصات، ونعبر عن افتخارنا بهم، واهتمامنا بما يقولون، وأن نستخدم أسماءهم أو كناهم كلما سنحت الفرصة لذلك، ففي هذه تقدير لهم واحترام، كما أن عدم الاستعجال بالردود له قيمته في الحديث والنقاش، فنتوقف برهة قبل إجابتهم على تساؤلاتهم وملاحظاتهم، وتكرار بعض كلماتهم، والتنويه بها بإيراد كلمة (أنت) في مواقعها الحسنة.