ثقافة الاستهلاك
الكاتبة شفياء الاسمري
حين بُلي المسلمون بعصور الانحطاط وضعف الكلمة وسيطرت العدو، وصفوا كواقع فعلي ملموس بأنهم شعوب مستهلكة لا تنتج ،وتفاق العيب عندما وقعت في ممارسات إستهلاكية آثمة فوصمت حياتها بترف مهلك، وبذخ مجنون، فأصبحت شعوباً تجيد الأخذ وتجهل العطاء،لا نريد أن نكون مثاليين وندعي أن ما ننفقه على ذواتنا من متع وملاذ وحاجات وكماليات، يتساوي مع ماننفقه لأمه الإسلام وأغراض الدعوة إلى الله،وسد عوز الفقراء والمحتاجين،لكن ما يزيد تعجبك تلك الملايين الدولارات والريالات التي تنفق على زينة والاصباغ وعمليات تجميل سوء لرجال أو النساء، تجعل قضايا الأمة أمراً هامشياً لدى كثير من اسرنا المسلمة، أن اقل ما نقدم لأنفسنا هو التوازن في حياتنا بين الواقع والمؤمول، لو وصلنا إلى شعور ممثل في الجسد الواحد الذي إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الاعضاء بالسهر والحمى، وفهمنا أن المال مال الله ونحن مستخلفين فيه وأنه لن تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيما انفقه، قال أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-: “إني لأبغض أهل بيت ينفقون رزق أيام في يوم واحد” باركوا أموالكم( فمانقص مال من صدقة) لايبقى ولكن يزول ( ما رزقنا إياه لنبقيه بل لننفقه ثم نجازى بحسب ما انفقنا،لايزول لأن الرازق الله، تجنب أبغض البقاع إلى مولاك التي قد تضيع فيها مالك، انتبه من قول ( لا تخلى في خاطرك شي) وجه رغباتك الذاتية ورب نفسك على الصبر،اكبح شهواتك بالاعراض والكف، عند الشراء اسأل نفسك هل احتاج إليها بالفعل ام لا،عند شراء الطعام كلوا جميعاً ولاتتفرقوا فأن طعام الواحد يكفي الاثنين،ضع لنفسك خطة استهلاكية فيوسف عليه السلام انقذ مصر من مجاعة محققة بعد ما استلم خزائن الدولة،استفيد من عروض التنزيلات في مواسم خذ ما تحتاج فقط،قف قبل ان ترمى شي لديك من قبل اعمل إعادة تدوير فسوف تحاسب عليه أو تصدقه به، ابحث عن الحلال في طعامك وشرابك ولباسك فأنت مستخلف في الأرض.