التدخين القسري للكبار
عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون
أخصائي سلامة وناشط اجتماعي
كثيرون يمنعون الآخرين من التدخين في دواوينهم أو مجالسهم أو مكاتبهم، قد يكون ذلك بسبب الانزعاج من رائحته المزعجة، وهذا شيء حسن يدفع أمرا آخرا وهو التدخين السلبي الذي يجهل الكثيرون آثاره الخطيرة، أو ما يسمى كذلك بالتدخين القسري والذي يعني استنشاق غير المدخنين لدخان سجائر المدخنين، فهذا النوع من التدخين ثبت علميا دوره في الإصابة بسرطان الرئة، وحساسية الشعيبات الهوائية، وكذلك السعال المزمن، وزيادة إفراز البلغم، والتهابات الصدر المتكررة، وضيق النفس عند القيام بجهد قليل.
والتعرض لهذا التدخين القسري مع مرور الأيام يقلل من الأداء الصحيح للرئتين لوظيفتها الطبيعية، بل وتأكد الدراسات المتخصصة علاقة هذا الأمر بالإصابة بأمراض القلب والشرايين في سن مبكرة.
ومع المنع للتدخين في أماكن كثيرة إلا أننا مجبرون على التدخين السلبي وحمل ملابسنا لرائحته، فتجد الأفواج من المدخنين يقفون عند مداخل المستشفيات والمستوصفات، والمكاتب الحكومية والأهلية، والمجمعات التجارية وكذلك في مواقف السيارت، فعند مرور أحد بجانبهم فسيكون لزاما عليه أن يستنشق من ملوثاتهم.
التعرض لهذا التدخين السلبي يعرضك لكل ما يتعرض له المدخن ذاته من المواد السامة والمسرطنة والتي تدخل عن طريق فمه، وهذا أمر لا يستشعره من يخالطون المدخنين، فمن بين كل عشرة من المدخنين الذين يموتون بسبب التدخين يموت واحد بسبب التدخين السلبي، فمن يشعل سيجارته يستنشق 15% من دخانها، بينما 85% من الدخان المتصاعد منها ينتشر في الجو المحيط بالمدخنين، ويصبح التدخين السلبي حتميا إذا كان المكان مغلقا.