*لماذا لا ترد علي؟

✒️ صَالِح الرِّيمِي

اتصلت بشخص ثلاث مرات في أوقات متفاوته، في الصباح، ثم بعد العصر، واخيرًا بعد العشاء”، ثم أرسلت له رسالة اعتذر لازعاجي له، وسأتصل به لاحقًا، فإذا به يتصل بي في اليوم التالي يعتذر ويتأسف على عدم الرد، بالرغم أني لم اكلمه أو اعنفه، لماذا لم ترد على إتصالاتي؟ لأنه ليس من الذوق والأدب أن أسأل المتصل عليه لماذا لا ترد عليّ؟..
هل سبق وأن اتصل بك أحد يومًا ورأيت اتصاله وعرفته فلم ترد عليه؟ أو هل اتصلت بأحد وكررت الاتصال فلم يرد عليك؟..
كثير منّا قد حصل معه هذا الموقف أو ذاك، وهو ما يُعرف بفن التطنيش، حيث نجد من يتجاهل الآخرين دون مراعاة للأسباب التي دعتهم للاتصال، فقد يكون الأمر بخصوص العمل، أو أمر هام لا يحتمل التأجيل أو بحاجة إلى مساعدة ضرورية ملحة، وهنا قد يُصبح ضرر التأخير أكبر.

*إذًا القاعدة تقول:*
إذا اتصل أحدنا يومًا بصديق أو قريب أو زميل ولم يرد عليه، وكررت الإتصال ولم يُجب، ثم قابلته، من الأفضل أن لا تسأله: لماذا لم ترد على إتصالي؟! لأنك قد تضطره للكذب عليك تأدبًا أو المراوغة، فيقول مثلًا لم أشاهد إتصالك أو كنتُ مشغولًا لتبرير عدم رده عليك..
الحقيقة وأنا منهم قد تأتيني لحظات نفسية، ليس لي فيها مزاج بالرد على أي إتصال مهما كان المتصل، وليس كراهيةً بالمتصل، وإنما لأن حالتي النفسية لا تسمح بالرد على المتصل في هذا الوقت، فيا أيها المتصلين لا تلحوا على من لم يرد عليكم بالإتصال كثيرًا تأدبًا وحفظًا للود بينكم.

فلكل شخص منّا منظومة متكاملة من الأخلاق والسلوكيات تعود عليها، وقد يكون تربى عليها، وهناك أناس قد يتصلون بك في أوقات غير مناسبة، أو في أوقات النوم، تراها أنت مزعجة لك.فلا ترد عليها، وأحيانًا تكون في مكان لا يُسمح لك بالرد، أو تكون مشغولًا والمتصل يعاود الإتصال مرارًا وتكررًا..
ضع نفسك في موقف الطرف الآخر، ولم يقدر ظرفك الذي تمر به؟ ماذا ستقول؟ هناك أوقات مناسبة للإتصال، فإذا لم يرد ارسل رسالة أنك لا تستطيع الرد في الوقت الحالي، وهذا كفيل أن يعطيه العذر .

*ترويقة:*
لو أحدنا جاءه إتصال ولم تستطع الرد، فاعتذر بأسلوب حسن، وهذا أفضل من أن تتجاهل إتصال المتصل، حتى لا يفتح على نفسه أبواب الوساوس الشيطانية التي توغر الصدور، وبالتالي تنتشر البغضاء بين الناس، فإذا كان الواحد منّا لا يحسن الإعتذار، فليغلق هاتفه في الأوقات التي لا يرغب في إستقبال المكالمات فيها، حتى يبقى حسن الظن في القلوب، ولا يبقى فيها مجال للوساوس والتكهنات وسوء الظن.

*ومضة:*
أحسنوا الظن دائمًا بالآخرين، وعليكم أن تتذكروا قول الله عزوجل: {وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا}.

*كُن مُتََفائِلاً وَابعَث البِشر فِيمَن حَولَك*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى