بعض المنى
عبهر نادي
المدينة المنورة
كانت تسير تلك الليلة في طرقات المدينة العتيقة ،حيث تربط جدرانها الإنسان بالأرض ؛
كيف لا ! وهي مبنية من الطين .
جعلت تُمرر يدها على الجدار كأنما تتلمس تجاعيد الزمن على وجه الأيام ،لا تخلو تلك اللمسات من وخزة عود أو شعرات قشة ،هل كانت إحداهن قشة الأمل ؟ قشة قد تكون هي الوحيدة لغريق او
لمن آذاه البرد في فلاة ،ونفس تلك القشة قد تسكن علبة كبريت أو تكون قشة في عش طائر .
تلك أُمنية احدهم ومااكثر الأماني .
وماهي لعمرك الأمنيات إلا احلام يقظة على أجنحة العصافير !
قد تكون الأمنيات طموح إنسان يقضي العمر كله لتحقيقه ، وحين تتحول الأمنية إلى رغبة جامحة للوصول إلى الهدف نصنع الفرق .
هُناك من يتمسك بهدفه بكل ماأوتي من قوة وعزيمة وإصرار وآخرٌ يتراخى في إمساكها كأنما يحرك بين يديه خيوط العنكبوت .
ولكن هل الجميع قادر على تحقيق أمنياته ؟
ندرك تماماً ان معظمنا يسعى لذلك ويحتاج لجهدٍ عظيم ، يصحبه عزيمة وإصرار لتحقيقه وقبلهما الإستعانة والتوكل على الله .وإلا ستبقى تلك الأمنيات محلقة في آفاق الخيال دون أن تهبط على أرض الواقع وتصبح حقيقة .
تُرى ! مع بداية عامنا الجديد هل ستظل أمنياتنا ترفرف في السماء أو تهبط على أرض الواقع لتستقر في هدف ؟