(العالمُ أرملُ)
شعر/هنيبعل كرم
أمّا بعدُ…
العالمُ أرملُ!
أشعرُ بالحَسرةِ…
أسلاكُ الحديدِ تتسلّقُ الأرواحَ
بلهفةِ عنزةٍ تحتَ توتةٍ خضراء…
أشعرُ بالإحباط وأنا أسترجع من طفولتي
اللحظةَ التي انتظرتُ فيها الآن…
الآنَ… أشعرُ بالتّفاهةِ
وأنا أنظرُ إلى بركةِ الماء
كما تفعل الآلهةُ في الأساطير،
أنتظرُ شيخًا أبيضَ!
لا شيءَ في بركةِ الماءِ الآسنة!
والشّيخُ قربَ المدفأة مع صمتٍ ثقيل
يحلمُ بأن يزورَ الأصدقاءَ لمرّةٍ أخيرة،
ينبّههُ عكّازُهُ إلى الوقتِ الذي مضى
وهو ينظرُ إلى بركةِ الماءِ!
وبعدُ…؟
لا شيءَ ثابتٌ سوى العدمِ
الذي كان قبل التّراب والماء…
الأرضُ تدورْ،
نباتٌ يموتُ
وآخرُ يولدُ لخيولٍ منفوخةِ البطون،
والرّجال…
ينتعلُ الرّجالُ أحذيةً ورديّة،
ينافسونَ بأقراطٍ خَلاخيلَ النّساء…
وبعدُ…؟
هنا ينتهى من بعد الطّوفانِ
زمنُ النّضال،
أصواتُ الجياعِ في أذنِ العالمِ،
الأطفال الذين يُقتلون،
والبيوتُ التي تهوي تحت أقدامِ الطّغاة،
أرقام…!
والقضيّة
عالمٌ يسعى لإقناعِنا بالمثليّة
وبأنَّ السّلاسلَ حولَ الأعناقِ
خيارٌ سليم،
والحريّة…
أنْ نكونَ قططًا
أو كلابًا تتناكحُ في الدَّركِ الأخيرِ
من الحياة
على سُلّمِ الجحيم…