ناي وبالالايكا … ذيل على سفر الرؤيا والمعراج
شعر/د. سرجون كرم
صعودًا إلى السماء
جندبًا يعزف نايًا
نزولا من السماء
نملةً تعزف البالالايكا
***
كما في المخطوطات والكتب القديمة
كان كلّ شيء،
من يصدّق أني
دخلت المدينة مع صلاة الظهر
رأيتُ النهر ومنبعه
ولم أشعر بما يستحق
ويجعلك تنتظرين ما يقارب
ثلاثة أرباع قرن
***
حسنا لنكتب شعرًا الآن
بنكهة الضجر
وانقطاع الوحي
وتأفّف البارتيزان من كفاح الفاشيّة
طالما المعراج لن يحدث سوى
مرّة واحدة.
***
من قال لك إني أبحث
في الهياكل القديمة
عن بوصلة ونعمة؟
إنّي أبحث عن وحشة
أكبر من وحشة هذا العالم
حين يبدأ المشرّدون بعدّ كسرات الخبز التي جمعوها.
***
أنا لست النبيّ الذي تتصوّرين
ولا حتى نوحًا
ولا الطوفان حتى
أنا أمر مختلف عنهم تمامًا
لأنّي أغرب طفل ولدته امرأة
ببوصلة في عينيه
تشير إلى كلّ الجهات
والجهات تأتي إليه.
***
لكن قولي لي أين قريتك
كي آتيك على جحش بن أتان
وعكّاز لآخرتي
وظهر محدودب أحملك عليه من الحبّ
عندما تنعس
عيناك الملوّنتان المغرّرتان بي
أو عندما أستحي أمام كلّ الذي فعلتِه لأجلي
ولم أقل لك: شكرًا.
***
صعودًا إلى السماء
جندبًا يعزف عودًا
نزولا من السماء
نملةً تحدو جحفلا من الأموات
إلينا
كي نبيعهم حكايةً
وسكّرًا بائخًا يحلّي طريقَ رحلتهم
***
ماذا تريدين أن أكتب بعد؟
فما زال هناك بياض في الصفحة
وأخشى أن يخرج الوحش منه ويأكلني.