الضفدع
عبدالرحمن بن عبدالله اللعبون
مدرب وناشط اجتماعي
تروي حكاية جميلة إن مجموعة من الضفادع الصغيرة قررت في لحظة القيام بمسابقة تحدي جرت بينها، وكان التحدي هو الوصول إلى أعلى قمة برج…
في صباح اليوم التالي تجمعت حشود الضفادع من كل صوب لمشاهدة السباق وللتشجيع والحشد، إلا إن الكثير من الضفادع الحاضرة كانت متأكدة في قرارة نفسها ألا أحد من الضفادع الصغيرة يستطيع إن يحقق التحدي ويصل إلى قمة البرج…
مضت الضفادع الصغيرة تصارع وتركض، لكن كان كل ما تسمعه من الحشود هو: مستحيل…!!!
وصراخ هناك يقول: لا يمكن أن يصل أي ضفدع إلى القمة لان البرج عال جدا..
وتكررت صرخات الإحباط والتيئيس تجاه الضفادع الصغيرة المسكينة التي راحت تسقط من الأعباء واحدا تلو الأخر، باستثناء تلك الضفادع المتحمسة والمملؤة بالنشاط والحيوية…
ومع تساقط إعداد كبيرة من الضفادع رددت الحشود مرة أخرى عبارات تصرخ في الباقين: لن تستطيعوا .. هذا مستحيل…!!
ومع تلك الدعوات تزايد المتساقطون من الضفادع ولم يبق من السباق سوى ضفدع واحد مستمر في الصعود إلى القمة إلى أعلى وأعلى، ولم يتخل عن إصراره أبدا…
وتساقطت كل الضفادع وبقي هو يصعد ويصعد ولا يهتم أبدا بصرخات اليأس والمستحيل، وفي النهاية وصل الضفدع الصغير إلى قمة البرج والجميع مستغرب بل ومندهش من هذه القدرة…
عندها تساءلت الضفادع كلها والمشاهدون والحشود عن سر صمود هذا الضفدع وحده بينما تساقط العشرات في الطريق، كان الجميع يقول بحسد: كيف استطاع إن يصل…؟
لم يطل الأمر كثيرا حتى عرفوا، أو اكتشفوا، إن الضفدع الضئيل الفائز كان أصم!!!…
هذه الحكاية الرائعة تقول لنا:
كن أصما عندما يحاول الآخرين إن يقولوا لك لن تستطيع أن تحقق أحلامك…!
ومهما عددوا لك الصعوبات والعراقيل تمسك بحلمك وابذل أقصى جهد لتصل إلى هدفك.