(مفهوم التطور)
✍مرشده فلمبان
عضوة هيئة الصحفيين السعوديين
مكة المكرمة
سيداتي سادتي
في خضم هذا الكم الهائل من مستحدثات العصر والتكنولوجيات الحديثة.. وفي ظل هذه التطورات المدنية المعاصرة أوجه كلمتي هذه ربما هي ثقيلة بعض الشيء على نفوس البعض منكم.. ولكن الحقيقة لابد أن تقال لأن البعض منا يفسر معنى التطور تفسيرََا خاطئََا على حسب مفهومه.. فالتطور هي المسافة التي تفصل بين جيل وآخر فكريََا، أخلاقيََا، تعليميََا، حضاريََا.. وكل جيل يختلف عن الأجيال السابقة في كل زمن.. وله مفاهيم غير مفاهيم الزمن الماضي.. والمرء دائمََا يسعى نحو الأفضل ويصبو إلى الحياة المثلى بكل أبعادها.. وهذا التطور يغير بدوره إطار البيئة التي يحيا فيها الإنسان وشكل المجتمع الذي ينتمي إليه بما فيه من عادات وتقاليد وأفكار متينة الجذور متشعبة النواحي قد تصمد وتقاوم أمام حتمية التطور.. لكنها لاتلبث أن تنهار تدريجيََا لتحل محلها أخرى تناسب العصر والوقت ذلك لأن لكل أجل كتاب فالتطور إذا انحصر بالقشور والمظاهر البراقة كالأزياء وتصميمات المنازل وطرق المعيشة المختلفة والرفاهية المطلقة فقط كان شيئََا تافهََا إن لم يصاحبه تطور جوهري يستهدف نسف الأفكار الراكدة يسعى الإنسان جاهدََا للوصول إلى وضع أفضل مما هو فيه ليواكب عصره فيجد نفسه مسوقََا مع غيره دون أن يشعر إلى التأقلم والتطبع بالوضع الجديد والسير في في ركابه حتى لا يشذ عن الجماعة.
ونحن أحبتي يجب أن نسعى للتطور بكل مافيه الخير والإصلاح.. ولا نخرج عن مفاهيم الدين الحنيف.. ولا عن نطاق الطريق السوي.. فكل تطور لابد أن يكون مرهونََا في حدود التعقل والإتزان.. فليس التقليد الأعمى تطورََا.. ولا يسمى التمشي مع تقاليد الغرب تطورََا.. وليست الأزياء الخليعة والتعري والتصرفات الماجنة.. ومجاراة المشاهير وكل ما تبثها الفضائيات ووسائل التواصل الإجتماعي تطورََا.. ولا يسمى السفور وخلع الحجاب والفساد الأخلاقي تطورََا.. جميعها معول هدم.. وغزو غربي غزا أفكار البعض في مجتمعنا الإسلامي فتنحى عن الفضيلة..
ثمة وازع ديني.. وضوابط في نفوسنا نحن المجتمع المسلم تمنعنا من التمادي في ارتكاب الأخطاء باسم التطور.. إن علينا أن نفتح أعيننا على حقائق ما يجري حولنا.. ونعلم أول ما نعلم أن ما أقمنا من مجد وحضارات قد يزول بقليل من الضعف يتغلغل إلى نفوسنا.. وشيء من الوهن يدب في صفوفنا.. وقليل من التهاون يطيح ما بنينا من عز شامخ.. ذلك لأن الأعين الغربية الحاسدة الحاقدة ترصد تحركاتنا.. وثمة أياد خفية تتسلل في العتمة وتعبث بقيمنا من خلال الأفكار الهدامة طامعة تمتد إلينا بكل عدة وسلاح.. والخطر ماثل أمامنا محدق بنا..
فيا ليت أيها الأحبة نتخذ من الشريعة كتابََا ومنهاجََا.. نبراسََا ينير لنا الدروب.. ونجعل من القرآن الكريم حافظََا لنا من كل رذيلة وأذى من طواغيت العالم..
فهل نكون سباقين إلى إدراك الحقائق؟
نرجوا ذلك من كل قلوبنا..
لكم مني عظيم التحايا.. وكل الحب.