الملتقى الوطني حول اللسانيات الاجتماعية ودورها في تطوير السياحة بالجزائر

محمد غاني _ الآن

نظم مخبر اللهجات ومعالجة الكلام جامعة وهران 1، أحمد بن بلة، بإدارةالأستاذة الدكتورة .سعاد بسناسي، تنسيقا مع مخبر اللسانيات التقابلية وخصائص اللغات، جامعة عمار ثليجي الأغواط، بإدارة أ.د.أبو بكر بوقرين، الملتقى الوطني حول اللسانيات الاجتماعية ودورها في تطوير السياحة بالجزائر، برئاسة أ.د.سعاد بسناسي للملتقى، والهيئة العلمية بإشراف أ.د.العابد الزهراء، وكانت المشاركات العلمية متنوعة من مختلف جامعات الوطن: جامعة وهران 1، وجامعة وهران 2، المدرسة العليا للأساتذة وهران، جامعة الأغواط، جامعة تبسة، الشلف، معسكر، سيدي بلعباس، الجلفة، باتنة، سوق اهراس، المدرسة العليا للأساتذة بوزيعة، جامعة المدية، تيزي وزو قالمة، عنابة، خميس مليانة وغيرها؛ حيث ارتكز الملتقى حسب المشرفين على واقع السياحة في الجزائر وطرائق ترقيتها إلى المستوى العالمي، باعتبارها تعد مجالا من مجالات الثراء الثقافي والاقتصادي، وموردا من موارد النماء اللساني والسيميائي وحتى الفني؛ مما جعل علماء اللسانيات الاجتماعية يولونها اهتماماً متزايداً واضحا؛ باعتبارها حقلاً مهما لدراسة العناصر الاجتماعية ومكوناتها، بما في ذلك اللغة.
ومنه جاء اهتمام هذا الملتقى حسب أ.د.سعاد بسناسي بعلم اللسانيات الاجتماعية، وربطها بالتجربة السياحية وطرائق التسويق لذلك في المجال السياحي، للتعريف بالأماكن الاستراتيجية خاصة في الجزائر، وقراءة الكتب الإرشادية، والأدلة السياحية وغيرها.
ولخصت رئيسة الملتقى ومديرة مخبر اللهجات ومعالجة الكلام إشكالات الملتقى في الآتي:
_مامدى إسهام اللغة العربية واللهجات الجزائرية خاصة في الترويج للسياحة وتنشيطها؟
_ومامدى تفاعل اللسانيات الاجتماعية بمجال السياحة، والارتقاء لصنع نموذج جديد للبحث السياحي وانعكاسات ذلك على المجالات: الثقافية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
وحسب أ.د.سعاد بسناسي، فإن الملتقى يهدف إلى تحقيق جملة من النقاط تمثلت في:
مواكبة العولمة ومتطلباتها، تعزيز الاقتصاد الجزائري، وتوسيع مجالات استعمال اللغة العربية على الصعيد الدولي من خلال السياحة الوطنية، وإمكانية توفير وسائل التحفيز للاستثمار.
ولأجل تحقيق ذلك كله تم عرض المحاور الآتية لتنوع المداخلات العلمية:
1/علاقة اللغة بالسياحة،
2/مكانة اللغة العربية في المجال السياحي،
3/دور الثنائية والتعددية اللغوية في تطوير السياحة بالجزائر،
4/لغة الأشكال الثقافية والتقاليد والعادات وعلاقتها بالسياحة،
5/آداب التواصل السياحي وأهميته،
6/أهمية تنمية الثقافة الوطنية والميزات الجغرافية لجذب السياح،
7/الترويج اللغوي بالحفاظ على نظام البيئة لجذب السياح.
وقد تناولت أ.د.سعاد بسناسي في مداخلتها الحديث عن الملامح اللسانية في كتاب: (وهران المقام دليل ذاكرة الأمجاد) هذا المؤلف الجماعي من إصدارات مخبر اللهجات ومعالجة الكلام جامعة وهران 1، وألف بالعربية والفرنسية والإنجليزية، بمناسبة احتضان مدينة وهران الباهية ألعاب البحر الأبيض المتوسط، والذي تم من خلاله التعريف بحاضرة وهران سياحيا في عدة مجالات: تاريخيا وأهم الحقبات التي عرفتها، جغرافيا، وعادات وتقاليد وهران من حيث اللباس التقليدي، والحلي، والأكلات التقليدية، وأعلام وعلماء وفنانو مدينة وهران وكذا الرياضيين، والهدف هو توضيح المعالم الأساسية للسياح، والترويج للمنتجات التقليدية، للتفكير من أجل إيجاد طرائق تسويق إقليميا وعالميا، و التي من شأنها الرقي باقتصاد الجزائر.
يعد حضور اللغة العربية في القطاع السياحي من التداول المجالي والمهني دليلا قاطعا على مسيارة اللغة العربية لعالم السوق والجذب السياحي والميدان السياحي يعطي الشكل الأكثر وضوحا وجلاء لغياب العربية اعتقادا من الدوائر الوصية بعجز لغتنا العربية عن مسايرة عالم السوق و التقنيات و الإنتاج والجذب السياحي فمما يؤسف له أن اللغة العربية بالرغم من كونها اللغة الأم في بلدنا غلا لا أنها عمليا لا تؤدي الدور المنوط بها كغيرها من اللغات القومية، بل إن واقعها يحمل مفردات التفرقة والتشتت وفقدان الثقة بالروح العربية ولمست للعربية واقعا لغويا باهتا في مجال السياحة العربية
انطلاقا من معاهد وكليات السياحة فينحصر حضورها في تزيين فسيفساء التعليم دون أن تعطى لها صفة اللغة الوظيفية ووصولا إلى الممارسة الميدانية حيث تغيب اللغة العربية في التداول المهني
لذلك السؤال المطروح هل يمكن الحديث عن لغة عربية سياحية ؟؟ وهل وجود اللغة العربية في قطاع السياحة لا يتنافى مع نظمها الصوتي والصرفي والدلالي والتراكيبي؟ فيما أبداه الأساتذة في مداخلاتهم، وخلصوا إلى جملة من التوصيات، تمثلت في:
· لابد من صياغة منهاج لغوي لإدماجه في نسيج الميدان السياحي ومن منهاج لغوي يعترف للغة الضاد بدور وظيفي أولى خطوات هذا المنهاج تحرير القدره التعبيرية للعربية داخل قطاع السياحة لاستيعاب تمظهرات هذا القطاع بجميع أبعادها
· الاستفادة من شبكة الانترنت والبث الفضائي والهندسة اللغوية في نشر العربية وتغذية القدرة التعبيرية للعربية داخل قطاع السياحة
· تعريب السياحة العربية مع العرب وتحميلها وظيفة لغوية ثقافية حضارية موحدة على السياحة العربية أن تقدم إلى السائح العربي منتوجا سياحيا عربيا راقيا أصيلا يرسخ فيه اللغة العربية وثقافتها ويمكنه من التفاعل معهما
إثراء معجم لغوي عربي سياحي ينمي اللغة العربية ويربطها بالحياة العصرية.
تأليف منهاج خاص بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها لأغراض سياحية لخلو المكتبة العربية والإسلامية منه، وتوصيف مقرراته، والإسهام في نشره وتوزيعه في البلاد الناطقة بغير العربية.
· دعم حاسوبي للغة العربية في الأجهزة الحديثة والذكية التواصلية منها والمكتبية، والتنسيق مع الشركات في تطوير الحرف العربي واستعمالاته المتعددة في الطباعة والترجمة وغيرهما.
· تكليف باحثين بدراسة مماثلة لهذا البحث وأوسع منه في الدول الناطقة بغير العربية، ويمكن التنسيق مع أقسام اللغة العربية في جامعات الدول الناطقة بغير العربية للمساعدة في هذه المهمة اللغوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى