لتبقى الأيادي مُمتده بين الرياض وطهران
كتب/:وافي الجرادي
على السعودية وايران أن تتبعان نهج بناء تجاه بعضهما البعض، فضلاً عن اتباع النهج نفسه مع كل دول المنطقة وفي هذا الطور يجب على الرياض ان تغير من سياساتها ومواقفها تجاه قضايا الشعوب في المنطقة وألا تستمر في النهج الذي تتعاطى به انطلاقاً من توجهات وسياسات واشنطن الرامية لبقاء الدول مجرد تابعه خاضعة لطموحاتها واهدافها والرامية لتمكين الكيان الصهيوني من التفرد ب المنطقة
يجب على ايران ان تتعاطى مع الشعوب انطلاقاً من مبادئ حسن الجوار، وأن تلعب دوراً حاسماً في التخفيف من الصراعات الطائفيه والمذهبيه الدخيله على امتنا، وأن تنظر لإستمرار الحروب والصراعات من منظور انها تخدم اعداء الامة الاسلامية وتشتت اواصر الاخوة والتماسك بين الشعوب، وتجعل من الدول مطية لتدخلات قوى غربية ذات طابع استعماري تاريخي بغيض
للرياض وطهران موقعان جغرافيان مهمان للغاية، ومؤثراً عالمياً ولموقعهما المهمين تضع القوى العظمى حساباتها واطماعها للنيل منهما وابقاءهما مختلفين ومتشتتين ولهذا راينا تصريحات معادية لمسؤولين اسرائيلين تجاه الحوارات السعودية الايرانية في بغداد، كما واصدرت مراكز الدراسات والابحاث الصهيونية تقارير وتحليلات تؤكد بأن اي تفاهم سعودي ايراني سيؤثر سلباً على دولة الكيان الصهيوني ومواقفها وخططها المستقبلية، كما سيشكل اي اتفاق مصدر خطر وتهديد رئيسي للكيان الصهيوني والذي يحاول أن يستثمر الخلافات بين الرياض وطهران في ابراز نفسه ك حامي ومدافع عن الدول العربية من المخاطر الايرانية، وأن لابد من مواجهة ايران وعبر تشكيل ناتو عربي بقيادة الكيان
كما اسلفت في حديثي فإن موقع ايران والسعودية مهمان، كما انهما يشكلان الدولتان المحوريتان في المنطقة ولهذا فإن الاتفاق بينهما واعاده تطبيع العلاقات الدبلوماسية والتجارية والاقتصادية سيخدمان في الأساس الشعبين السعودي والايراني ،فضلاً عن توفير عشرات المليارات الدولارات تعود عليهما بفوائد اقتصادية جمة، فلو احسن الطرفين لبعضهما وعملا على شراكات اقتصادية وتجارية لشكلا القوتين الاقتصاديتين الاكبر في المنطقة ف ايران وبحكم ما تملكه من ثروة بشرية ضخمة ف يمكن الاستفادة منها في جعلهاسوقاً رائجاً للمنتجات والسلع المختلفة، كما ان جغرافيا ايران يمكن استثمارها زراعياً وصناعياً لمئات الشركات السعودية وتحقيق عائدات مالية ضخمة
إن أي تفاهمات بين الجانبين ستقود لتعزيز اقتصاد البلدين ونقل الخبرات والكفاءات بينهما، وستستفيد الرياض في تحقيق تقدم صناعي في المجال العسكري وتطوير ترسانتها العسكرية بدلاً من تبديد وانفاق عشرات المليارات في شراء صفقات الاسلحة من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا
قبل عام ونصف تبنت بغداد مبادرة للتقريب بين الرياض وطهران وعلى ضوءها حصلت لقاءات عدة بين الجانبين السعودي والايراني
وشكلت هذه اللقاءات مصدر لارتياح وامتنان الكثيرين في عالمنا العربي والاسلامي، وتحديداً لمن يدركون بأن صراعات وخلافات المنطقة لا يمكن وأدها وانهاءها إلا من خلال تفاهمات بين الطرفين خاصةً وانهم المتسببين فيها
يقرأ العرب وتحديداً في سوريا والعراق واليمن ولبنان ما يجري في بلدانهم من صراعات وازمات جمّه، الى جانب تردئ الاوضاع المعيشية والانسانية وبتالي فهم بأمسّ الحاجة لوقف كل هذه المعاناه والعيش بكرامة وفي امن ورخاء ولتحقيق ذلك فهم ينشدون أن تتوقف هاتين الدولتين عن معاركهما وحروبهما داخل بلدانهم ، وأن تسهمان في دعم عمليات الاستقرار والتنمية بدلاً من اهدارهما
من المهم الاشارة بأن على الرياض وطهران المضي صوب التهدئه الاعلامية ك اساس مهم يمكن الاعتماد عليه للوصول الى تفاهمات
وأن يستخدم الطرفان لغة دبلوماسية قائمة على مبادئ حسن الجوار وان تتعاطى بمسؤوليه اخلاقية بعيداً عن التصريحات النارية هناوهناك
وان يعملان جمباً الى جمب صوب تجنيب المنطقة الكثير من المخاطر، وان يدركا بأن من يمنح الكيان الصهيوني الحق في انتهاك الاراضي الفلسطينية والسورية والعراقية ،ومضاعفه جرائمه هي الخلافات البيّنية وما هروله بعض الانظمة للتطبيع معه الا نتاج خلافات طهران مع الرياض وتصاعد اعمال العنف والإقتتال الطائفي بين القوى والمكونات في العراق وسوريا واليمن