كيف السبيل حين قلبي يؤذيني

تحرير شفاء الوهاس

قصص بقلم العنود سعيد

في إحدى الأيام قررت كريمة الذهاب مرة آخرى لمنزل الابنة وإخبارها بوفاة أمها وهي تحمل شعور الغيض والكراهية نحوها .. وقفت أمام المنزل، طرقت الباب بقوة .. برهة من الوقت حتى فتحت لها سيدة في الثلاثينات من عمرها .

–نعم، كيف أستطيع خدمتكِ؟

أنتي السيدة ماجدة ؟ هل أستطيع الدخول والتحدث معكِ في الداخل؟

–فضلًا هل عرفتي بنفسكِ أولا حتى أتمكن من إدخالكِ ؟!

–أحمل رسالة من والداتكِ وقد الزمتني إيصالها لكِ قبل وفاتها.

–من تقصدين ؟ يبدو إنكِ قد أضعت ِ وجهتكِ الصحيحة، أنا يتيمة الأبوين !!

–كيف ذلك؟!

دعينا نتحدث في الداخل حتى أتمكن من فهم الموضوع أكثر .

–تفضلي بالدخول .

اخبرت كريمة السيدة ماجدة بقصة تلك المرأة العجوز و الوصية التي أبقتها لها و لايمكن فتحها إلا بِحضورها.

ثم أخذت تعاتبها على قطيعتها لِوالداتها بعد أن ماتت وهي غير راضيه عليها.

ألتزمت السيدة ماجدة الصمت ..

–أرجوكِ سيدتي إن كان لكِ علاقة مع هذه المرأة فأوضح ِ لي الأمر..تصمت برهة من الوقت..

–أسمها (ميثاء) أنها امرأة شيطانة على هيئة انسان ..

–كيف تتحدثين عن والداتكِ هكذا ، ألا يكفيكِ أنها ماتت وهي غاضبة عليكِ .

تقاطها ..( اصمتِ قليلًا إنكِ لاتعرفين شيء..)

هي ليست أمي ، لقد هجرتها قبل سنتين ، بعد أن علمتُ بحقيقتها..

–اي حقيقة تقصدين؟

–لقد كُنتِ على وشك أن تقعين ضحية أخرى لأطماع هذه المرأة ولكن يبدوا إنكِ تمتلكين حظاً طيبا ، ماتت قبل أن تتعمق معكِفي العلاقة .

–لماذا تتحدثين عنها بهذا الجفاء و السوء

–قبل سنوات فقدتُ والدي وأنا صغيرة ولم أجد ملجأ إلا دار الأيتام ، لا اعلم كيف استطاعت اختطافي وتمكنت من الهرب بيلمنزل بعيداً  ، كانت تمارس السحر والشعوذة تقوم بإرسالِ مع بعض الزبائن لأخذ المال منهم أو بعض الهدايا ، والويل لي إذاتأخرتُ عن الموعد ، كبرتُ وأنا أشاهدها كيف تخدع الكثير من النساء والرجال بأكاذيب لا صحة لها ..وفي يوم أخبرتني أنرجل أعمال كبير يؤد الزواج مني ،بالتأكيد كانت  صفقة العمر بالنسبة لي ولها…تزوجتُ وهربتُ من ذلك المعتقل ومنذ سنواتوأنا أعيش في خوف شديد وقلق دائم! ولم أفكر في السؤال عنها أو البحث عن اخبارها ..الحمدلله عوضني الله برجل يحملفي قلبه لي الكثير من الأحترام والحُب .

–يا إلهي أنني في ذهول من هذا الأمر ، كيف استطاعت تلك العجوز أن تقوم بتلك الجرائم وتنجو من فعلتها كل تلك الأعوام ؟! إنه لأمر محزن.

–لقد كانت تجلبُ ضحاياها بتلك الطريقة التي استخدمتها معكِ، تجلس في الحديقة وتتظاهر بالفقر والضعف حتى تتمكن مناستعطاف الأخرين لها ثم تقوم ببث بعض من سحرها للحصول على ماتريد من أموال..أنها امرأة مجرمة تستحق الموت .

– لا اكاد اصدق ،ماذا عن ثروتها تلك ؟

–تخلصِ منها أنها أموال حرام.

–يا إلهي أشعر أنني في كابوس،أيعقل أن هناك بشر على صورة وحوش لا يهتمون غير للمادة …يؤسفني هذا القلب الطاهرالذي كثير ما يتسبب في إيذائـي

–لا تتأسفِ لهذا القلب الجميل، إنكِ حقاً سيدة لطيفة وستظفرين بالسعادة حين تختارين المكان الصحيح والأشخاص المليئةقلوبها و أرواحها بالحُب مثلكِ..لقد رحل الشر وبقي الخير الذي يسكن روحكِ يكفي لهذا العالم بأسره.

–أرجوكِ ساعديني للتخلص من هذه الأموال.

–لاتخافي سنعطيها لأصحاب الشأن لتوزيعها على المحتاجين والفقراء، أنني سعيدة بمعرفتكِ يا كريمة، ليتنا نملك الكثير منقلبك ِالجميل بالتأكيد ستكون الحياة أفضل، لكنني أود تحذيركِ أن لاتظني الخير بكل من تقابلية مهما بداء الأمر لكِ مختلفا،كوني دائما على حذر فالحياة أصبحت اليوم أشبه بالغابة إن لم تكوني قوية ستصبحين فريسة سهلة ومستباحة للجميع.

النهاية..

تخذلنا قلوبنا حينما تمنح الحُب و الرحمة لمن لا يستحقها فكيف السبيل حين تتأذّى تلك القلوب؟.