باريس علي صفيح ساخن
بقلم - جيهان جادو
شاهد الجميع علي شاشات التليفزيون ماحدث بالامس من اشتباكات هاتفيه جدا بين الجاليه الكرديه والشرطه الفرنسيه والمظاهرات العارمه التي اشعلت باريس وعده مدن فرنسيه اخري اعتراضا علي الحادث من قبل فرنسي من اليمين المتطرف واطلاقه النار علي المركز الثقافي للاكراد بالدائرة العاشره بباريس . هذه ليست الواقعه الاولي من نوعها التي تحدث ضد الاكراد او غيرها من الجاليات المغتربه علي الاراضي الفرنسيه
وايا ما كانت تصنيف الواقعه بانها عنصريه ام ارهابيه الا ان ذلك يدعونا جميعا لملاحظه نقطه عامه جدا وهي ظهور اليمين المتطرف بقوه في هذه الاونه والمتابع للمشهد السياسي جيدا سوف يفهم بان توقيت الحادثه والبلبله التي حدثت في وقت الاعياد هي بالدرجه الاولي لعبه سياسيه خطيره لاحداث احراج للحكومه والدوله الفرنسيه ونكايه في حزب ماكرون وسياسته .وبكل تأكيد الظلم الواقع علي الجاليه الكرديه ومحاوله منهم الضغط علي الحكومه الفرنسيه بالمحاكمة العادله واجراء تحريات شفافه لمعرفه ملابسات الواقعه هي سبب كبير لاندلاع تلك المظاهرات .لكن الاخطر هو لماذا في الاونه الاخيره اصبحنا نلاحظ تنامي اليمين المتطرف بقوه في الشارع الفرنسي وتغيير ملحوظ في الايدلوجية الفكريه لبعض المواطنين الفرنسيين ؟
في وجهه نظري المتواضعه اري
صعود اليمين المتطرف في اوروبا اصبح جليا ويتزايد شيئا فشيئا في الاونه الاخيره بدليل فوز رئيسه وزراء ايطاليا وفوزها بالانتخابات
والحقيقه ان الوضع يزداد تعقيدا خاصه في فرنسا وبعد الاحداث المتكرره نتيجه العنصريه الشديده التي تتضح كل يوم تجاه الجاليات الاجنبيه
واعتقد من منظوري الخاص ان السبب وراء صعود تلك التيارات اليمنيه هو فقد الثقه في باق الاحزاب الاخري وان الشعب الفرنسي وقطاع كبير منه يميل الي ان تكون فرنسا للفرنسيين فقط ويرجعون الازمات السياسيه والاقتصاديه في الاونه الاخيره بسبب ان فرنسا فتحت الابواب علي مصراعيها للاجئين والاجانب مما يعمل من وجهه نظرهم علي خلق ازمات اقتصادية وايضا زياده الاعباء والتكاليف الماليه والمعيشيه علي الدوله الفرنسيه لاعطائها معونات ماليه كبيره جدا للاجانب والوضع ازداد سوءا بعد الحرب الروسيه الاوكرانية والتي استقبلت فيها فرنسا اعداد كبيره جدا من الاوكرانيين مما زاد العبء علي الحكومه الفرنسيه والتكاليف الباهظه للمعيشة
لذلك اعتبر الفرنسين او جزء كبير منهم ان بلادهم ليست لهم وان خيراتها تتوزع علي الاجانب التي تستقبلهم فرنسا كل عام
لكن الحقيقه ان الغالبيه الكبري من الفرنسيين يؤمنون بفكره التعايش مع كل الاجناس والطوائف ويتعاملون من الجانب الانساني مع الظروف التي يمر بها اللاجيء او اي اجنبي يعيش علي ارض فرنسا فاذا كان اليمين المتطرف يميل الي نظريه الانطواء والاغلاق الا انا الغالبيه يرعي مبدأ التعايش والاختلاط مع الاخرين
ولحسن الحظ انه مازال يوجود بعض الاحزاب المضادة لافكار ومعتقدات الفكري التطرفي اليميني.