كيف السبيل حين قلبي يؤذيني
قصص العنود سعيد
تحرير : شفاء الوهاس
الحلقة الثانية / بقلم العنود سعيد
في صباح اليوم التالي خرجت كريمة للقاء الأبنة وهي تراودها الحيرة بشأن تلك العلاقة الجافة بين الفتاة وأمها ..ولم تشعر بنفسها إلا وهي واقفه أمام منزل كبير أشبه مايكون بالقصر .أخذت تقترب من الباب أكثر فأكثر والخوف يملأ قلبها، بعد دقائق من التردد تملكتها شجاعة بطرق الباب وحين همّت بطرقه اخذ هاتفها يرن “من المتصل؟ .. نظرت لهاتفها وإذا به رقم الدار التي تسكن بها العجوز ، لم تتردد في الرد.
-نعم من المتحدث؟
-سيدتي نرجو منكِ الحضور بأقصى سرعة ، السيدة العجوز في حالة إحتضار وتود مقابلتكِ على وجه السرعة.
-ماذا ؟! لقد تركتها ليلة البارحة في أحسن حال ما الذي حدث لها؟! حسناً سأحضر حالاً.
عادت كريمة بسرعة بعد أن كانت على مسافة قريبه من إكتشاف سر هذه المرأة وبقاءها وحيدة دون أسرة ترعاها في هذا السن.
اتجهت مسرعة إلى الدار ،ازداد خوفها من أن ترحل تلك العجوز ولم تفضي لها بالسر الذي أبقاها وحيدة هكذا ..أخيرًا وصلت كريمة إلى مقر الدار وكأنه أطول طريق تسلكه في حياتها ، أقتربت من العجوز ، أمسكت بيدها، أطالت النظر في وجهها ..
-الوقت لا يسعفني كثيراً ،أود أن أبوح لكِ بسراً لم أطلع أحد عليه غيركِ وهو ذاته السر الذي تودين معرفته منذ أن تقابلنا أول مرة..أنني أمتلك ثروة هائلة ، وليس لدي غير أبنة واحدة تنكرت لي بالعقوق ، كانت تُريد مني أن أتنازل لها عن ثروتِ وحين لم أفعل أخرجتني من بيتها وتركتني أعيش في العراء.
-أنتي تملكين ثروة كبيرة كما تقولين فلماذا آثرتِ البقاء هنا ؟! تستطيعين العيش ملكة بثروتكِ تلك .
-أرجوكِ أنصتِ لي جيداً لم يعد هناك متسعًا من الوقت، لقد تنازلت ُعن كل ما أملك من ثروة لكِ، منذ الأسبوع الأول من مكوثِ هنا شعرتُ باهتمامكِ وأنتي تحاولين إضفاء جوء من السعادة حولي رغم إنكِ لاتعرفين شيء عني.
أرجوك ..أستحلفك بالله أن تُنفذين ما اوصيتكِ به ..تقاطعها ولكن أبنتك أحق مني بتلك الثروة!
-أنها فتاة عاقة، ولا أريد معرفتها أو مقابلتها.
بعد إلحاح من العجوز وافقت على طلبها وتم التنازل له عن جميع ثروة العجوز .. لحظات حتى شهقت شهقة بعدها فاضت روحها للسماء .
خيم الحزن على كريمة وقتً طويل لِفراق هذه المرأة التي دخلت حياتها فجاة ثم رحلت ورحل سرها معها بعد أن أبقت في ذمتها ثروة لاتقدر بالملايين.
امتلئ قلب كريمة الحنون بالغيض و الألم من تلك الأبنة العاقة وما فعلته بهذه المرأة المسكينة.