لا نقول وداعاً قطر بل إلى نجاح آخر
بقلم: إسحاق الحارثي
أسدل الستار على حلم كان بالأمس، وعلم أصبح اليوم حقيقة، وسجلت دولة قطر النجاحات الباهرة في استضافة بطولة كأس العالم مونديال قطر ٢٠٢٢ مبرهنة للجميع أنها دولة لا تعترف بالمستحيل في ظل الفكر الوقاد لملهم الشباب سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، هذا الحدث الرياضي العالمي والدولي الاستثنائي الكبير الذي عاشته بلحظات وترقب مليارات البشر في شتى بقاع الأرض وختامه مسك بتتويج المنتخب الأرجنتيني ” التانجو” في ليلة دراماتيكية بلقب النسخة الاستثنائية مونديال قطر ٢٠٢٢ مضيفة النجمة الثالثة في مشوار تاريخ مشاركاتها في بطولات كأس العالم.
*وفيتوا وكفيتوا*
لا نقول وداعاً قطر بل إلى نجاح منتظر آخر فقد أوفيتم بكل العهود وقدمتم نسخة استثنائية للتاريخ مالم تقدمه ولن تستطيع تقديمه أي دولة على مدى التاريخ فكلمة الشكر اليوم لن ولم توفي دولة قطر الفائز المتوج بالفخر والاعتزاز.
شكراً لدولة قطر أميراً وشعباً وكل من يقيم على ترابها الغالي الثمين شكراً لكل المجالس والبيوت التي استقبلت واحتضنت كل الضيوف شكراً لكل من ساهم في نجاح هذه البطولة وكل من شارك بأي صفة شكراً للجماهير الغفيرة التي تقاطبت على دولة قطر من كل حدب وصوب والتي أثبتت أنها الرقم الصعب في الملاعب والتي تفننت في حضورها كلاً بعاداته وتقاليده وتقليعاته تلك الجماهير التي أبت إلا وأن تكسر أرقام حضور المباريات في كل مباراة بل تعدى الأمر وفاق الطاقة الاستيعابية للملاعب بواقع ٩٦٪ من نسبة الحضور ، في هذه البطولة حققت دولة قطر نجاحات و امتيازات تاريخة لا مجال لحصرها وتهاوت الأرقام وتساقطت أمام الإرادة القطرية ابتداءً من التنظيم الذي فاق الخيال من كل الجوانب وانتهاءً بحفل الختام والاحتفال باليوم الوطني لدولة قطر في ليلة الوسيل التاريخية والتي صاحبها الاحتفاء بمنتخب الأرجنتين “التانجو” المتوج ببشت الوجاهة العربية الأصيلة والذي سوف يبقى رمزاً خالداً في تاريخ نهائيات كأس العالم.
*أرقام قياسية*
أن لا تُسجَّل أي حالة تشوه سمعة المونديال فهذا في حد ذاته رقماً قياسياً بحجم الأرقام التي سُجلت من خلال دخول مليون و٤٠٠ ألف زائر حطوا رحالهم في دولة قطر في غضون ٢٨ يوماً فهذا يعد من الحالات النادرة ومن حسن و نجاعة التنظيم حينما يصل العدد إلى ثلاثة ملايين و٤٠٠ ألف متابع في أرضية الملاعب دون ما يعكر صفو البلد المنظم أو الحضور، فهذا حدث يسجل أيضاً للتاريخ، و يعد هذا الحضور ثالث أكبر حضور جماهيري في تاريخ المونديالات بعد فرنسا والبرازيل ،في هذا المونديال حضرت غزارة تسجيل الأهداف وبلغت ١٧٢ هدفاً في ٨ ملاعب ذات جودة عالمية مجهزة بأعلى المواصفات أمنياً وتقنياً ورفاهياً صالت وجالت وسطها ٣٢ منتخباً، في هذا المونديال سجل العرب أكبر معدل انتصارات في تاريخ المشاركات السابقة وصل عدد مرات الفوز إلى ٥ انتصارات ولأول مرة يصل منتخب عربي وأفريقي إلى المركز الرابع ألا وهو المنتخب المغربي الذي سجل اسمه من ذهب ودخل تاريخ كرة القدم من أوسع أبوابها.
*ماذا بعد يا قطر؟*
بعد تحقيق كل هذه النجاحات ماهو الحدث الذي تخبئه لنا دولة قطر فبعد غرس ثقة قادرون ماذا عساكم فاعلون في قادم الأيام؟