” مهارات التواصل ” ندوة حول التنمية البشرية (الحاضر و الرهانات المستقبلية)

محمد غاني _ الآن

شهدت دار الشباب عبد القادر عبد القادر لمدينة المحمدية ولاية معسكر السبت17 ديسمبر 2022 احتضان فعاليات ندوة تلتها  أصبوحة ادبية بمناسبة اليوم الوطني للغة العربية و تزامنت مع أحداث مظاهرات 11 ديسمبر 1960 من تنظيم دار الشباب بالتنسيق مع جمعية بسمة الأمل للمسرح والفكاهة لبلدية المحمدية و جمعية نجمة النشاطات و التبادلات السبانية بيت الشباب المحمدية و بحضور العديد من الشخصيات الثقافية و الأدبية الهامة و جمعيات فاعلة و جمهور نوعي عريض.
حيث افتتحت بآيات بينات من ذكر الله الحكيم و النشيد الرسمي الوطني ليقرا المنشط الياس فراق المدعو شلالي شلالي برنامج الحدث الثقافي المتكون من شقي القراءات الشعرية و محاضرة حول مهارات التواصل الجسدي عند الاولياء و الأطفال من تقديم المهتم و الممارس للتنمية البشرية الاستاذ محمود بوزيد و قد اشتهلت الكلمة أولا ممثلة مدير دار الشباب بوغلمان نورة باسداء الشكر الجزيل للشعراء الذين تجشموا عناء السفر من ولايات الشلف و غليزان و ووهران و معسكر لتنشيط اللقاء الأدبي و كذا منوهة بالاقبال الجماهيري الكبير للطلبة و اساتذتهم و المثقفين و اعضاء الجمعيات و الصباط العسكريين المتقاعدين تشجيعا لمثل هذه المبادرة التي تعتبر لبنة قوية لبناء صرح ثقافي بدار الشباب من اجل النهوض بالفعل الثقافي و الأدبي الدائم لتحال الكلمة الى الشعراء الضيوف لقراءة قصائدهم الماتعة حيث استهلها الشاعر الشعبي المعروف من ولاية غليزان العربي لزرق الذي ألقى قصيدته الوطنية الموسومة بعنوان ” تاريخ الجزائر” ليليه الشاعر محمد غاني من ولاية الشلف في قراءة قصيدتين بعنوان “الشهيد” و ” القدس” لتحال الكلمة الى القصة الفنية القصيرة حيث قرا الأديب الروائي و القاص روان علي شريف قصة مؤثرة نالت جائزة ذات سنة بمهرجتن خمسة الادبي بالقاهرة بجمهورية مصر العربية بعنوان ” اجهاض” نالت اعجاب الجمهور الذي بادر الى تصفيق حار للأديب ثم فسح المجال الى الأديب و الباحث محمود بوزيد من ولاية وهران الذي قدم مداخلة حول مهارات التواصل الجسدي او ما يعرف بلغة الجسد و التي استعراض فيها محطات يمر به الطفل خلال حياته و التي تجاوب معها الجمهور كثيرا الى حد إلقاء اسئلة على المحاضر و فتح نقاش على أعقاب المحاضرة التي وصفت بالقيمة حيث كان الخطاب فيها موجها الى الاولياء خاصة الأمهات حيث دعاهن الى استخدام ما لديهن من قدرات فطرية تؤهلهن للتواصل الجسدي مع أطفالهن فالطفل في كل مراحل حياته يحتاج إلى حضن امه و الى ضماتها اليومية فهي الجرعة العاطفية التي يحتاجها الطفل ليشعر بالأمان مثلما كان في يوم من الأيام جنينا يأنس بصوت امه و دقات قلبها ثم رضيعا يتجاوب مع وجه امه الذي يتعلم منه التعبير الأول عن الحون و الفرح كما بين المحاضر الى الجمهور ان الطفل لا يولد صفحة بيضاء فالجنين في الشهر السادس يتمتع بالقدرة على السماع و الذاكرة تكون جاهزة لتسجيل الذكريات الأولى و قد اثبتت علم نفس الجنين من خلال الكثير من المعطيات التي جمعها الخبراء في كثير من البلدان المختلفة في العالم فالطفل عندما يولد يولد مزودا بخبرات سابقة و لا يولد صفحة بيضاء و هذه فكرة اثبت العلم خطأها فيما بعد و في سبعينات القرن الماضي في الولايات المتحدة الامريكية اجرى أحد أساتذة الفلسفة تجربة فريدة من نوعها حيث حرب تدريس الفلسفة للأطفال في سن الخامسة اي قبل التمدرس و نظرية التدريس القديمة تقول أن نظريات الذكاء القديمة و التي كانت تقول أن قدرة الطفل عن التجريد و فهم المعاني يكون في سن السابعة او أكثر و قد اثبتت تجارب هذا الاستاذ أن الذكاء المنطقي و قدرات الفهم نلاحظها بوضوح عند اطفال ما قبل التمدرس و جاءت فيما بعد ابحاث حول ما يسمى الذكاء العاطفي لتثبت أن الاطفال يتمتعون بقدرات متميزة ملحوظة تمكنت من فهم الموضوعات المجردة مثل الفلسفة و الرياضيات و كذلك الموضوعات الجمالية و الاستجابة لها و التفاعل معها و في هذا الحوار مع الجمهور نركز على الموضوع الاساسي و هو التواصل الجسدي الذي يعزز قدرات الاطفال على الفهم و الاستيعاب و كذلك التجاوب مع كل من يحيطهم من اولياء و معلمين و زملاء ولكن دائما بشرط حضور الأولياء و خاصة الامهات في الفترات الصعبة من العام الدراسي و تعني بها الاختبارات و الامتحانات فلابد للأم ان تكون حاضرة أثناء التحضيرات للامتحان عليها أن تجلس الى طاولة المراجعة و كذا احتضان اطفلاها و ضمهم الى صدرها من مرات عديدة في اليوم و لما تضعهم بحضنها يشعرون بالأمان و هذا يغنيها عن الكثير من الخطابات التي تحاول من خلالها رفع معنوياتهم و الضمة و اللمسة و العناق يغني عن الكلام الكثير الذي نستخدم فيه عبارة يجب او لا يجب فابناؤنا يحتاجون الى المشاعر التي نمررها لهم حين نستخدم التواصل الجسدي و ذلك في ضمة او لمسة مثل المسح على رؤوسهم او نكتفي بلمسة الكتف التي يقصد منها التعاطف و التشجيع و قد اجرى الخبراء دراسة حول لمسة الكتف و دورها في تعزيز العلاقة بين المعلم و التلميذ و قد تجاوب الحضور في هذه الأمسية مع المحاضر و اكد وا على اهمية الموضوع و لكن في المقابل يحتاج إلى لقاءات كثيرة مع الشريحة المعنية و هم الاولياء من جهة و التلاميذ و المعلمين و المرسلين و من جهة أخرى و قد تم اقتراح تنظيم دورات تدريبية و تثقيفية للاولياء خاصة الأمهات و المعلمين لتعليم مهارات التواصل الجسدي باستخدام الاشارات و الوضعيات الجسدية و قد سبقنا العالم المتقدم في هذا المصمار فالكثير من الدول تراهن على تأهيل أبنائها بهذه المنهارات التي لا تأخذ كثيرا من الوقت و جهدنا فهي فينا و في فترتنا و اغفالها يسبب كثيرا من الاعاقات العاطفية فبعدما تتبلد مشاعرنا لا يمكن استيعاب الموضوعات العلمية و المعرفية بسهولة فالدماغ البشري يعمل بالتناغم بين فصيه الايسر و الايمن و المنطقي و العاطفي و اتفق الحضور على ضرورة تأسيس منتدى التنمية البشرية يشرف على تنظيم هذه النشاطات في المستقبل القريب على ان تحتضنه دار الشباب لمدينة المحمدية ولاية معسكر و بذلك تكون هذه البلدية الصغيرة قد سبقت الى مثل هذا الانجاز الكبير حتى و لو كان رمزيا لأنه يؤكد اهمية الموضوع و في الاخير نوجه الشكر الى الثلاثي فراق الياس المدعو شلالي شلالي و كذا محمد بن سلامة و الدكتور محمد بوجلال الذين بادروا الى هذه النشاطات الفاعلة و بامكتنياتهم الخاصة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى