دروب التائبين
✍مرشده فلمبان
عضوة هيئة الصحفيين السعوديين
بمكة المكرمة
أحبتي الكرام /
كل أعضاء الجسد يمرض.. والقلب يمرض ويصدأ كما تصدأ المرآةْ.. حتى المعدن النفيس يصدأ في حين من الزمان..
يقول صاحبنا :
أسير في الطرقات وقد أنهكني التعب.. أرهقتني متاعب الحياة.. صراع السباق بين الليل والنهار يدهشني.. يصدم ذاتي.. نهار يودع وليل يقبل.. ليل يتقهقر ليبزغ فجر جديد.. وأنا أتأمل كيف يتعاقب الليل والنهار؟ سبحانك ربي.
وأوقات أتساءل بيني وبين نفسي التائهة لماذا خلقت؟
وقد قال تعالى في كتابه الكريم (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
نعم أصلي وأتعبد وأقضي يومي في إنجاز أعمالي.. أعود إلى منزلي أرعى شؤون عائلتي…. ولكن لماذا ينتابني كل حين السأم والتأفف ؟ هل هي متاعب الشيخوخة؟
لا لست شائخََا.. مازلت شابََا في دروب العمر ولكن أين الحيوية؟ أين المواقف الشبابية التي تجعلك تعشق الحياة؟
يسألونني لماذا أنت مكتئب.. وملامحك بلا حيوية متجمد الأحاسيس؟
أغادر مجلس التجمع وأنا في قمة الغضب.. والتساؤلات تطاردني.. أشعر وكأن الجميع يسخر مني.
لماذا خلقني الله؟ هل خلقت للهو والعبث؟
جال بخاطري قوله تعالى ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لاشريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين)
عادت نفسي لماضي الأيام كان العبث في سهوي ويقظتي وفي حزني وفرحي اسهر الليل على البرامج التافهة والأشعار الغزلية.. والأغاني غير المستحبة… تفريط في حق الله.. غيبة نميمة. سخرية بالبشر
توقفت معاتبََا نفسي : لا يا نفسي لماذا لم تحققي العبودية كما يجب.؟. كنت تسعين إلى الشهرة والمجد!. والمجاملات الكاذبة وتدعين الفهم والعلم وأنت مجوفة في العمق..
العظمة والكبرياء والتفاخر محور حياتي.. كم كنتُ غافلََا.. جاهلََا.. حقير الصفات..
سيداتي سادتي هذا وبعد معاتبة ذاتي قررت أن أغير نمط حياتي.. وأنتقي من الماضي أجمله
لقد تسللت إلى غرفتي توضأت وصليت الفجر.. ثم بقيتُ في جلسة إيمانية بلقاء مع الله
هنا بدأ الصراع الشيطاني يغزو قلبي.. قاومت هذا الغزو بإرادتي وعزمي وإصراري على تحسين أوضاعي..
في اللحظة الجميلة المباركة…هاهي الحقيقة التي كانت غائبة عني ظهرت جلية واضحة حيث أنني أنا الذي قصرتُ في حق نفسي.
وأنا في طريقي خارج الدار ووسط هذا الزخم من صراعات الشيطان ومن خلال توهاني ألتقيت بصديق العمر الذي أخال بأنه متمسكاً بحقوق الله… حيثُ انشرح صدري وكأن كابوسََا كان جاثمََا علي قلبي..
لقد ذهب بي صديقي هذا – والصدقاء الصدوقين نادرون في الزمان-إلى أحد محلات التسجيلات الإسلامية ليسمعني مالم أسمعه في حياتي..
إنها لحظات وعي شعرت فيها بأن الله بعث لي هذا الطيب؛وقد قيل :
(الصاحب ساحب)
لقد سحبني بأمر الله إلى الفضيلة والسلام النفسي..
لقد شعرت بالسعادة التي فقدتها زمنََا طويلََا…
عندها قررت أن أخطو خطوات صادقة نحو الصلاح والتوبة بصحبة رفيق الدرب
وقبل الختام أدعوا الكل بأن يترسم هو/ هي خطواتٍ تذهب العمي الذي فيالصدور… والبحث عن خيوط ضوء الفجر، رضاً لله وبعداً عن شياطين الإنس والجن… وتسلمون …. والحمد لله رب العالمين .