فوز المغرب مبروك علينا هذه البداية ومازال مازال يا أسود الأطلس
كتب : إسحاق الحارثي
فعلها أسود الأطلس وردوا اعتبار الكرة العربية بعد يوم عصيب قوامه خسارة عربية موجعة للمنتخبين السعودي والتونسي ، فبعد الأداء المشرف الذي ظهر به المنتخب المغربي في مباراته أمام المنتخب البلجيكي المصنف الثاني عالمياً والحاصل على الترتيب الثالث في النسخة الماضية والفريق المرشح ضمن الفرق الكبار لبلوغ الأدوار النهائية من مسابقة نهائيات كأس العالم قطر ٢٠٢٢، وذلك ضمن مباريات الجولة الثانية من دور المجموعات والتي انتهت بفوز أسود الأطلس بنتيجة هدفين دون مقابل سجل الهدف الأول، اللاعب عبدالحميد الصابيري من ركلة حرة في الدقيقة ٧٣، بينما جاء الهدف الثاني عن طريق زكريا بو خلال في الدقيقة ٩٢ ،وسبق أن ألغى الحكم هدفاً للمنتخب المغربي في الوقت الإضافي من الشوط الأول.
ولعل الفوز الذي حققه المنتخب المغربي على المنتخب البلجيكي بعد فوز المنتخب السعودي على المنتخب الأرجنتيني مؤشر قوي ورغبة متيقنة من أنه متى ما آمنت المنتخبات العربية بقدراتها ووضعت كل الثقة في نفسها فإنها قادرة من تسجيل اسمها في السجل الشرفي للفوز على منتخبات لها باع طويل ووزن ثقيل، ولعل هذا الفوز دافع معنوي منحه المغرب لأشقائه العرب منتخب تونس ومنتخب السعودية لهو جرعة محفزة من الأمل ومن الثقة ومن الإصرار على مواصلة التقدم، لما لا والبطولة في أرضنا وبين جماهيرنا والكل داعم وملتف حولنا.
ما يحتاجه منتخب تونس الآن هو الفوز على منتخب فرنسا بصورة مبدئية، ثم انتظار ما تسفر عنه مباراة أستراليا والدنمارك، وفي المقابل يملك المنتخب السعودي الحظ الأقرب للصعود لدور ال ١٦ حيث يكفية الفوز على المنتخب المكسيكي دون أن ينتظر نتيجة مباراة المنتخب الأرجنتيني والمنتخب البولندي.
وبالعودة لنتيجة المنتخب المغربي وفوزه الكبير على المنتخب البلجيكي فبدون شك فرحة كبيرة عارمة عمت جميع الدول العربية من الخليج إلى المحيط واحتفالات عريضة عامة أدخلت البهجة والسرور لجميع محبي وعشاق ومناصري أسود الأطلس وسوف تكتمل هذه الفرحة الكبيرة بإذن الله تعالى بالصعود الرسمي لدور ال ١٦.
الفوز الثاني للمنتخبات العربية وفي بلاد العرب لم يأت من فراغ بل بعد مستوى كبير قدمه لاعبو المنتخب المغربي وباتت فرصة التأهل للدور الثاني قريبة جداً من أسود الأطلس ولعل هذا الفوز جاء والجماهير العربية في أمس الحاجة إليه بعد سوء الحظ الذي لازم منتخباتها، و تضمن هذا الفوز رسالة للجماهير العربية التي شكلت وتشكل الرقم واحد في حضور مباريات كأس العالم قطر ٢٠٢٢ من حيث النكهة وطعم تلك الجماهير الحاضرة بقوة ليس فقط في ملاعب كرة القدم بل في كل موقع من مواقع الفعاليات المصاحبة لبطولة كأس العالم وهذا دليل للعشق الذي تكنه تلك الجماهير للمستديرة الساحرة وهذا ما يترك انطباعاً لدى اللجنة الرئيسية المنظمة لكأس العالم قطر ٢٠٢٢ وللاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بأن الجمهور العربي جمهور رياضي من الدرجة الأولى وهذا من شأنه دعم لجميع الملفات العربية المتمثلة في طلب استضافة تنظيم مسابقات كأس العالم التي غابت عنا ما يقارب ٩٢ عاماً ،وأن ما راهنت عليه دولة قطر في تنظيم هذه النسخة وهو الحضور الجماهيري يفوق الأرقام التي سجلت في النسخ الماضية ونحن لازلنا في الأدوار التمهيدية ومازالت الأرقام تتضاعف وتتصاعد رغم السعة الاستيعابية وبرغم مغادرة منتخب البلد المنظم إلا أن حشود الجماهير العربية عوضت هذا الخروج وخالفت قاعدة غياب الجماهير عن المدرجات في حالة خروج منتخب البلد المستضيف والمنظم من المنافسة بل يذهب البعض أحياناً إلى عدم نجاح البطولة بعد خروج جماهيرها وهذا ما يعكس ذلك في هذه البطولة، فملح وسكر البطولة ونجاحها يكمن في هذه الجماهير.