خلال مشاركته بمؤتمر جامعة محمد بن زايد.. د.أسامة العبد: الأمة بحاجة إلى الاستفادة من كنوز تراثها بما يناسب العصر
كتبت – حسناء رفعت
شارك معالي الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية أ.د أسامة محمد العبد صباح اليوم في المؤتمر السنوي الثاني الذي تنظمه كلية الدراسات الإسلامية بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، تحت عنوان:”الدراسات الإسلامية في الجامعات :الرؤى والمناهج” ، وذلك في الفترة من 22-24نوفمبر 2022.
وخلال كلمته أكد معاليه على أن أهمية هذا المؤتمر تكمن في أنه يُعقد على أرض دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، التي تمثل طاقة فاعلة وناهضة في العمل العربي، والنهضة الإسلامية للأمة العربية والإسلامية معا، فضلا عن كون موضوع المؤتمر من أهم الموضوعات على الساحة الإسلامية والعالمية معا، ذلك أن مستحدثات العصر ومستجداته المعرفية والقيمية، تفرض واقعا جديدا في ضوء التطورات العلمية المتسارعة، والمتطلبات المجتمعية المتغيرة، مما يفرض علينا في الجامعات الإسلامية خاصة مسئوليات جسامًا، وأعباءً ثقالًا، لابد من مواجهتها، والتفاعل مع تحدياتها، وتطوير أساليب المعالجة للدراسات الإسلامية، بما يحقق المقاصد الشرعية العظيمة لشريعتنا الغراء.
كما أوضح معاليه أن أمتنا الإسلامية في عصرنا هذا، عصر العلم والتغيرات المتسارعة بحاجة ماسة إلى الاستفادة من كنوز تراثها الإسلامي بما يتواءم مع روح العصر ومتطلباته، بحيث تكون هذه الدراسات الإسلامية عونا للأمة على التقدم، وسبيلا إلى تذليل الصعاب ومواجهة التحديات بما ينفع الوطن العربي كله ويفيد الإنسانية جمعاء.
مضيفا أن عصرنا هو عصر تكامل المعلومات الإنسانية والطبيعية والاجتماعية، وهذا ما يدعو إلى أن تتواءم الدراسات الإسلامية مع هذه المقاصد وأن تكون داعمة لآفاق البناء والتنمية والتقدم والنهضة، وهو ما يفرض علينا في الجامعات الإسلامية باعتبارها منارات فكرية متألقة دوما بالمعرفة والمعاصرة.
كما طالب سيادته بإعادة النظر والتدقيق والتجديد في الدراسات الإسلامية من حيث المحتوى والمضمون وطرق التدريس وقدرتها على تلمس متطلبات المجتمع وبناء الإنسان المعاصر فكرا وروحا وعلما وثقافة وعطاء؛ لتزويد العالم الإسلامي والوطن العربي بالمتخصصين في علوم الشريعة الإسلامية، وتخريج علماء ذوي كفاءة علمية وعملية ومهنية؛ لتأكيد الصلة بين الدين والحياة بواسطة واعتدال.
لافتا إلى أن رسالة الجامعة في المجتمع المعاصر رسالة متجددة تتكامل مع غيرها من مؤسسات المجتمع كالمؤسسة الإعلامية والمؤسسة التعليمية والثقافية بهدف واضح هو بناء الأجيال المعاصرة بالفكر الديني المستنير الذي تشعه الدراسات الإسلامية الواعية التي لا تغفل الواقع المتغير ولا تفرط في الثوابت الدينية الثابتة الراسخة.
وفي ختام كلمته وجه معاليه دعوة بضرورة إعادة النظر في واقع الدراسات الإسلامية في جامعاتنا، والذي أصبح اليوم مطلبا رئيسا لا مناص منه للاستفادة القصوى من هذه الدراسات وتطوير مناهجها الدراسية في ضوء مستجدات العلوم وأساليب التربية الحديثة ولتكون هذه المناهج بعد تطويرها مواكبة لمستحدثات العصر مستلهمة المفاهيم العصرية التربوية لإضاءة طرق التدريس لهذه العلوم بأنوار المعارف المعاصرة في العالم والتفاعل معها تأثرا وتأثيرا.
جدير بالذكر انه في ختام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قد قامت جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بمنح معالي الأستاذ الدكتور أسامة العبد درع تكريم ضمن مجموعة من كبار الشخصيات، وذلك نظير جهوده الكبيرة في خدمة الإسلام والمسلمين.