حواجز المعقول

 

بقلم شاكر هاشم محجوب – جدة

لست اعلم
سر حالة الشوق التي أمر بها
لشخص لا أعرف عنه شيئاً
سوى حروف خطتها أنامله
بكل مهارة وإتقان
حروف كنسمات باردة
صاغها من الخيال
أشعلت شموع الغرام الخامدة
في سراديب النسيان
يجبرك فيها
على تسليم روحك له
وأن تعيش معه في حلمه
فلا تريد أن تصحو منه أو فقدانه
حلم يداعب وجداني
يغازل أوراق خريف عمري
يغريه بأحضان الربيع
و أنفاس أشجان الأمل
عجزت أن أجد تفسيرًا مقنعاً
لهذه الحالة الغريبة
لدرجة أنني أدمنت على متابعته
وبات لي منبهاً
يوقظني كل صباح
أبحث عن كل ما يكتبه
فيرتاح بالي المشغول به
و تهدأ نبضات قلبي المتسارعة
أطير معه محلقة مع رياحه
أعانق الغيوم و أداعب قطرات الندى
على أطراف الشجر والورود
نغني بألحان العشق مع الطيور
نتيه خلف الضباب في أعماق الأفق
يا لها من أحاسيس ومشاعر
أعيشها ولكن بشيء من الغرابة
أخشى فيها أن يكون حباً
تخطى كل حواجز المعقول
وقفز بي من فوق أسوار الواقع
إلى عنوانه المجهول
وربما أكون على خطأ كبير
و ليس ما أنا فيه بحب
إنما مجرد نفق ضيق
خلقته الظروف
نبت من قلب الشتات
وتصوره عقلي الباطني
بوابة عبور لحياة أخرى
فأتقنت التمثيل فيه
تصفحت كل كتاباته
سطر سطر
كلمة كلمة
حرف حرف
حتى سكناته فيها
كنت أتمنى أن أجد بينها
موعداً يضربه بيننا
فقط لأراه وأرى إبتسامته
التي رسمتها له في خيالي
لكن حرصه يوازي غروره
ليته يستطيع سماع
نبض إشتياقي له
ويلبي النداء
وأكون له عنوان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى