(ثقافة العطاء)

🖋مرشده فلمبان
عضوة هيئة الصحفيين السعوديين
مكة المكرمة

لقد شدتني هذه العبارة تأملتها لأجوب جوانبها؛ فهي تضاهي الأخذ أو المقابل عليه يمكن القول بأنه لا يمكن تعزيز هذه الثقافة وتعميقها..
إن العطاء سمة إنسانية إيجابية حيث يسخر المرء نفسه للعطاء في مجالات عدة بلا مقابل من الطرف الآخر.. لأنها بوابة الإنسانية.. وتسخير هذه الميزة لذوي الحاجة وقضائها دون انتظار المقابل هي قمة الإحسان..
من هنا نجد بأن العطاء يجعل الإنسان ذاقيمة وعلو همة؛ لأن يده ممدودة لفعل الخير.. فلولا العطاء ما كانت هناك حياة على الأرض..
وعلي النقيض من ذلك نجد أنه لا يمكن لأي إنسان هو / هي الإستمرار في الأخذ دون عطاء فهذا يسمى أنانية واستغلالََا.
إن العطاء ليس مالََا فحسب.. بل هو ظاهر في كل طاقة إيجابية
سواء بكلمة حلوة..
أو إبتسامة عذبة.. …
تعامل لائق
أومبادرات حسنة..
سيداتي سادتي كما أوضحنا الي أن ثقافة العطاء هي أن تعطي دون أن تنتظر الأخذ بالمقابل في مواقف الحياة..
لعله في بعض المجتمعات يوجد الكثير ممن يتمسك او يتحايل حيث يعيش حياته على الأخذ فقط.. وهؤلاء يعيشون في تعاسة داخلية؛ لأن السعادة الحقيقية تكمن في العطاء ولايشعر بها إلا من كانت سجيته العطاء السخي بقدر المستطاع دون مقابل .
سادتي سيداتي إنه لو استمر الناس على الأخذ دون عطاء لن يكونوا سعداء وهم على قيد الحياة. واليكم بعضاً من أمثلة المواقف التي تجري في مجتمعاتنا في سياق الإنتظار مقابل عطائهم مثلََا / يقول أحدهم : زرته أثناء مرضه فلم يبادر بزيارتي مذ كنت مريضََا كأنما هذا التصرف من باب الإنتقام لنفسه.
وهذه سيدة من سيدات مثلََا تقول : دعوتها في حفل زفاف إبني ولم تفكر بدعوتي في زفاف إبنها.. كثير جدَا مثل هذه المواقف.
وهناك ثمة حالات إستثنائية في مجتمعنا المحلي ؛ مثال ما قالت إحدى السيدات وهي متألمة من تصرف قريبة لها حين تعرض إبنها لحادث مروع تسبب له بإعاقة مستديمة ولم تبادر تلك القريبة بالزيارة رغم أن الأولى لم تتأخر عنها إطلاقََا في مبادراتها العائلية والإنسانية فهذا ما آلمها كثيرََا.
لذا لابد لنا أيها الأحبة من مراعاة ظروف الآخرين دون النظر إلى المقابل منهم.. وليعمل المرء بما يمليه عليه ضميره وإنسانيته ليصبح عند الله ثم في نظر الجميع في قمة الرقي.
من هذا المنطلق يكون العطاء هو شذا عطر الحياة يعبق من حدائق الحب بتبني ممارسة هذه الصفة الجميلة الذي يعتبر من أحد أجمل الصفات البشرية.. لأنها تساعد على تنمية الألفة ووشائج التراحم والتلاحم.. وهذه السمة في كينونة الإنسان الذي يسمو في مراتع. الرقي.
إذا لنجود بما نملك عطاء يقبله الله أولا بالحب والعطاء.. وليكن كل فرد منا كالشجرة المثمرة التي تطرح ثمارها دون مقابل.. فالشمس تجود بدفئها في الشتاء ولا تأخذ مقابلا..
ولنكن كالزهور تنشر عبق أريجها على الكون حتى تذبل.
سادتي سيداتي إن اكبر مثل على العطاء ذلكم هو عطاء الأم بكل مالديها من طاقات إيجابية عظيمة دون انتظار المقابل من الأبناء.. وأمثال العطاءات كثيرة.. ونحن ترتجي المثوبة من المولى عز وجل.. ونبتغي الحسنات..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى