كل شيء ينمو الترفية والتنمية
🖋د. سعود المصيبيح
يتحدث بعض الوعاظ في وعظهم إلى أن هناك محاولات من أعداء الإسلام لإفساد شبابه وشاباته عن طريق تزيين طرق اللهو والموسيقى والفنون واختراق المرأة وإغراق المجتمع بالملذات وذلك نوع من التأثير على اتباعه وخلق شبح خارجي غير موجود أساساً. ورغم أن هذا النوع من الوعظ كان يهدف في مجمله إلى المحافظة على الهوية والتمسك بالعادات والقيم الإسلامية إلا أنه جعل الخطاب الوعظي يهمل التركيز على تعزيز القيم والإخلاق فعلياً وما أمر به الخالق عز وجل والذي يشمل حسن الخلق والأمانة والصدق والانضباط والإخلاص في القول والعمل من منطلق أن الدين المعاملة فتحول واتجه إلى قصص وخيالات، مما حول بعض أفراد المجتمع إلى أناس مظهريين يقدسون الشكل ويعيشون انفصاماً داخلياً في ذواتهم بين ما يمارسونه في إطارههم الخاص وما يظهرونه للمجتمع نتيجة القمع والترهيب والإرباك الذي صنعته تلك المواعظ وبعضها مرجوحة فقهياً .
والواقع أن هناك ارتباطاً كبيراً بين التقدم الطبي والعلمي والتقني والقوة الاقتصادية والإعلام، وبين وجود الترفيه والموسيقى والسينما والفنون وغير ذلك. فها هي أميركا بلد القوة العسكرية والصناعة والاكتشافات الطبية والعلمية هي في الوقت نفسه البلد الأكثر في الحفلات الموسيقية والسينما والترفيه عن الإنسان، والأمر نفسه سنجده في بريطانيا وألمانيا وكوريا واليابان وسنغافورة حيث الاهتمام بالترفيه والمتعة وما يسعد الإنسان ويرفه عنه. وسنجد ذلك في الجامعات والأسواق والأحياء وأن هذه الشعوب تنام مبكراً وتصحو مبكراً وتقدس العلم والإبداع وستجد المرأة عالمة ومنتجة، ولهذا أبدعت وتميزت هذه الأمم وسيطرت على العالم في مجالات متعددة .
ولا شك أن لهذه الأمم مشكلاتها لكنها تظل بنسبة ما يفوق إنجازها على إخفاقها، والمؤسف أيضاً هي قدرة بعض الوعاظ على تزييف الحقائق والمبالغة فيها وتصوير المجتمع بأنه في طريقه للانحلال وما علموا أن ورود أخطاء فردية لا ينفي وجود الملايين من المعتدلين المنتجين المبدعين والدولة شرعت قوانين لمحاسبة مثل تلك الأخطاء، ولهذا نحن بحاجة إلى التوازن.. اعمل وأنتج وشارك في التنمية وقت العمل ورفه عن نفسك وقت الراحة .