الصديقان ١١
الصداقة والحب وجهان لعملة واحدة
الكاتب القاص.
فايل المطاعني
لأول مرة يكتشف عمر أنه أمام امرأة مختلفة،ليس الجمال ما يميزها ،بل الوعي والثقافة،واحترام الآخر، عندما تتحدث فهي تأسرك بحديثها ،لديها براعة في إختيار الكلمات، مما يجعلك تنبهر بأسلوبها فقال لها :عندما رأيتك أول مرة توقعتك امرأة جميلة آسرت قلب رجل غني عجوز، وتزوجته وبعد موته جاءت تبكي على الثروة التي ستضيع من بين يديها. والأكيد أنها سوف تخرج من المولد بلا حمص،اندهشت سهام من كلام عمر وقالت له بنبرة غاضبة : أيها المحامي الذكي،أنا بنت جاه و عز ولست محدثة نعمة، وهدأت قليلا واضافت ولكن مثلما شرحت سابقا عندما كنا في مكتبك في عمان، والدي والمرحوم زوجي،كانت بينهم شراكة تجارية و مصالح وللأسف كنت أنا ضحية مصالحهم، ونظرت إلى عيناه مباشرة وقالت:اعلم ستقول أين كان عقلك وثقافتك ؟عندما أجبرك والدك على الزواج من رجل في عمره ، لماذا لم ترفضين وتصنعي لك هدف ، بدل الزواج من رجل عجوز، أكل الدهر عليه وشرب ، وأضافت قائلة:كل واحد فينا لديه لحظات ضعف ، يتوقف فيها تفكيره، وحينها يكون هدفه هو إرضاء الغير ، حتي لو كان فيه تدمير لحياتها، وهذا ما حدث بالضبط ،عندما يقول لك والدك اذا لم تتزوجي هذا الرجل ، فأنت لست ابنتي. ولا أعرفك حينها يتوقف النبض في جسدك . هدفي كان إرضاء والدي فقط ،ثم ابتسمت وقالت:أنت لا تعرف حال الفتاة في المجتمعات الذكورية، هي تنفذ ما يطلبه والدها ، حتي لو كان الثمن راحتها.ولكن حكايتي ليست حزينة مثلما يتصور لك ، لا بل فيها جانب مضئ الا وهي ابنتي ‘ريم’ فهي كنزي الثمين. ثم قالت بخبث الانثى:لولا الإخفاقات لن ترى الجمال الذي يعجبك فى الانثى الآن أما الأبطال الآخرون ،حاول محمد أن يقترب من عالم منى ،وان يبوح لها عن مكنون قلبه، ومشاعره ،ولكن الخوف والتردد قد لجم لسانه، فظل ساكت طوال الوقت،و يرد على بعض أسئلتها ،فيما يخص دراستها أمّا بطلة قصتنا حاولت أن تزيل الفوارق التي بينهما ،اقتربت منه كثيرا ،نظرت إليه ثم قالت بمرح: محمد انظر الى الورد من حولنا،ينثر شذاه وريحته الطيبه ،الجميلة في كل مكان ،والدتي وأنا وأختي نحب الورد ،ونظرت إليه بتمعن وهي ترصد ردة فعله على كلامها وكيف سيتصرف؟ وكان محمد في واد آخر كان يهمس لنفسه : أول مرة منى تناديني بأسمي، و كأنها علمت ما أفكر فيه ثم انتبه لها وهي تقول منى : ألم يقل صديقك أنه صار بيننا عيش وملح إذن لا داعي للرسميات ! المهم عند صديقتي مشكلة ،وتريد لها حل؟ محمد يجيب :ماهي مشكلة صديقتك؟ منى: صديقتي تحب ولا تعرف كيف تصل إلى حبيبها؟ يمنعها حيائها وايضا التقاليد ،وسكتت وهي تنظر إليه بخبث،! بدأت على محمد اثار الاضطراب والتردد والحيرة، ولكن استجمع قواه وقال:المفروض تعرف من حركاته وتصرفاته،واهتمامه بها ألا يقولون إن المرأة لديها حاسة سادسة؟! تقاطعه منى وتقول:هي تريد أن تسمع كلمة أحبك من لسانها المراة كائن ضعيف ،رقيق المشاعر،الكلمة الحلوه تسعدها،فما بالك عندما يتفوه بها من تحب. سكت محمد، ولمح دمعة سقطت سهوا وحاولت منى أن تخفيها ولكن الدمعة كانت اسرع منها فسقطت… ظلت منى تنتظر كثيرا، أن يصراحها بحبه،ولكن محمد لم يفعل ،ظل متردد وخائف،حائر فقالت له منى:يبدو انني وجهت السؤال إلى. الشخص الخطا،أنا آسفة استاذ محمد المعذرة منك، كنت أريد حلا لمشكلة صديقتي ،ثم غيرت نبرة صوتها وبدأت أكثر وقار من قبل فقالت:أريد أن اناقش
مسألة ،استعصت علي،والمشكلة أنها من ضمن المقرر،وأريد أن اخذها كمساق صيفي ،وأخذ محمد يشرح لها المادة التي طلبتها ،ومنى تنظر إليه،فقررت أن محمد أضعف مما تتصور ،وساعتها قررت أن تطوي صفحة هذا الرجل ، فهو لا يستطيع البوح بكلمة أحبك ونحن لوحدنا ،فما بالك بمواجهة اهلي ،كيف اعتمد على شخصية هي ضعيفة ،و رمت الوردة على الأرض،وقالت لا يكفي أن تكون وسيم لتكون رجلا يعجب المرأة، فالمرأة أرقى من تعجبها وجه وسيم مجرد صورة سيأتي الزمن ويرسم عليها معالمه ويرحل ..
يتبع القصة ضمن كتابي جريمة على شاطئ العشاق .