في الثقافة العربية.. حوار مع الكاتب الجزائري الدكتور بلعالية دومة ميلود

حاوره   الإعلامي محمد غاني

من الشخصيات الهامة التي حطت أقدامها بدار الثقافة و الفنون محمد زدور ابراهيم قاسم لولاية وهران الجزائرية للمشاركة في فعاليات أيام الذاكرة 1 و 2 و 3 نوفمبر 2022 من تنظيم ذات دار الثقافة و الفنون إحياء و احتفاء بذكرى اندلاع الثورة التحريرية الجزائرية المجيدة بحضور عشرات المثقفين و المهتمين الذين تابعوا محاضرات تاريخية قيمة ألقتها مجموعة من الأساتذة الباحثين في التاريخ مشيدين بقيم الثورة التي أطلق مفجروها الأبطال اول رصاصة في غرة نوفمبر 1954 مستمرين في كفاحهم المسلح الى أن تمكنوا من دحر الاستعمار الفرنسي و اجلائه و تسجيل صفحات خالدة من التضحيات التي لا يزال المؤرخون و المهتمون يتداولونها و يدونونها باحرف من ذهب و لعل اكثر المحاضرين الذين صالوا بمعلومات غزيرة و حماسة فياضة امام الجمهور النوعي المتتبع لوقائع أيام الذاكرة بقاعة العروض بدار الثقافة و الفنون بوهران الدكتور مؤلف كتاب البخاري حمانة فيلسوف الثورة الجزائرية السيد بلعالية دومة ميلود استاذ الفلسفة بجامعة حسيبة بن بوعلي بولاية الشلف الجزائرية الواقعة وسط غربي الجزائر العاصمة ب 200 كلم اقتربت منه جريدة  ألان بعد انهاء إلقاء محاضرته و التمست منه حوارا حصريا فلبى الدعوة دون تردد.

 

الآن : أهلا بالدكتور الاستاذ بلعالية دومة ميلود في حوار نرجو أن يكون ساخنا و هادفاو ماتعا معا

الكاتب بلعالية دومة ميلود : مرحبا بكم و بكل قراء و متابعي جريدة الآن   و بمراسلها من الجزائر محمد غاني و بالإعلامي كمال فليج و تحياتي الخالصة الى كل طاقم الجريدة بمصر و العالم العربي

الآن : قبل أن نلج عمق الحوار لو يتكرم الدكتور بلعالية دومة ميلود بإفادة القراء بورقة تعريفية بشخصه المحترم.

الكاتب بلعالية دومة ميلود : أنا من مواليد 22 مارس 1967 ببلدية مجاجة ولاية الشلف الجزائرية زاولت دراستي الابتدائية و المتوسطة بمسقط رأسي مجاجة و المرحلة الثانوية بمؤسسة العقيد بوقرة بمدينة الشلف و بعدما تحصلت على شهادة البكالوريا سنة1984 التحقت للدراسة بجامعة السانيا وهران التي تخرجت بها بشهادة ليسانس فلسفة سنة 1988 ما أتاح لي التوظيف أستاذا بالتعليم الثانوي العام 1989 و بموجب تحضيري و حصولي سنة 2005 على شهادة الماجستير التحقت للتدريس الجامعي بالشلف من سنة 2006 الى سنة 2011 و حصلت على شهادة الدكتوراه سنة 2010 بجامعة وهران و التحقت أستاذا مدرسا بالمركز الجامعي خميس مليانة ولاية عين الدفلى و بعد التأهيل الجامعي سنة 2013 التحقت للتدريس بجامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف شعبة الفلسفة المعاصرة إلي اليوم.

الآن  :علمنا انك حصلت على المرتبة الأولى وطنيا في الأستاذية ؟

الكاتب بلعالية دومة ميلود : نعم و كان ذلك في سنة 2018

الآن : و ماهي نشاطاتك خارج التدريس الجامعي

الكاتب بلعالية دومة ميلود: عضو مؤسس في الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية و عضو جمعية فلسفية مصرية منذ 2015 الى اليوم و عضو محكم في مجلات وطنية و دولية متخصصة في الفلسفة و رئيس فرقة بحث و عضو دائم في مخبر الأنساق و النبات في جامعة وهران الذي يترأسه مزيان بن شرقي كما إني رئيس لجنة التكوين في الدكتوراه تخصص فلسفة معاصرة منذ 2017 و الذي تخرج فيه 5 طلبة من الليسانس الى الدكتوراه و رئيس تحرير مجلة المنارة التابعة لشعبة العلوم الاجتماعية بالشلف .

الآن : بارك الله في هذا الزخم من العضويات و النشاطات و ما هي مجمل مشاركاتك الدولية

الكاتب بلعالية دومة ميلود : ملتقيات بجامعات تونس و مصر و تركيا و ألمانيا و فرنسا

الآن : و ما أفاق مشاركاتك

الكاتب بلعالية دومة ميلود : أخطط للمشاركة في الملتقى الوطني ثم الدولي حول البخاري حمانة اما في الوطن فقد شاركت في كل الملتقيات خاصة بجامعات الجزائر العاصمة و باتنة و قسنطينة ووهران.

الآن : و ما علاقتك بالفن؟

الكاتب بلعالية دومة ميلود : لي اهتمامات بالفن الذي له علاقة بالفلسفة خاصة الاتجاه الجديد الفلسفة في العالم و هو إنزال الفلسفة الى الحياة اليومية و لذلك تجدني أنشط عبر المرافق خارج الجامعة مثل ما يصنع الأوربيون و الأمريكان لتدريس الفلسفة للأطفال و ذلك تفنيدا للمعلومة المغلوطة ” الفلسفة للنخبة ”  .

الآن :  أكيد لك منشورات بمثابة باكورات أعمالك  فماهي ؟

الكاتب بلعالية دومة ميلود : كتاب التاريخ و التواصل الصادرة عن دار الثقافة ابن النديم سنة 2012 و كتاب البخاري حمانة فيلسوف الثورة الجزائرية و كتاب الفلسفة و المنتج الصادرة عن الجمعية الفلسفية المصرية و كتاب التسامح و الفعل الصادرة عن مخبر الأبعاد القيمية و الفكرية بالجزائر و كتاب فلسفة التأويل : أفاقها و اتجاهاتها الصادرة عن وزارة الثقافة بمصر الى جانب كتالي الفلسفة و الثورة الصادر عن الجمعية الفلسفية المصرية .

الآن : من أشهر كتبك ” البخاري حمانة فيلسوف الثورة الجزائرية ” لو تحدث القراء عنه في أسطر

الكاتب بلعالية دومة ميلود : يأتي الكتاب في سياق التعريف بأعلام الفلسفة في الجزائر و إننا نتأسف كباحثين جزائريين على عدم الانخراط المبكر و في هذا السؤال المهم و إلاستعجالي بخاصة إذا ما قسمنا هذا الأمر بالمجهودات الكبيرة التي نلحظها لدى جيراننا فضلا عما نلحظه عند الآخرين في تجنيد أقلامهم و عقولهم و قلوبهم من اجل إبراز رموزهم الوطنية ليس في الفلسفة فحسب و إنما في جميع مظاهر الحياة الفكرية و الثقافية لمجتمعاتهم تخليدا لذكراهم و اعترافا بتضحياتهم و ترسيخا للذاكرة الجماعية للأمة و تحقيقا للتواصل بين الأجيال الذي لا غنى عنه لأي أمة تفكر في جد في مصيرها التاريخي و في موقعها الحضاري من بين الأمم و من هذا المناطق بالذات بدالي من الضروري بمكان الإسراع بالتعريف بواحد من الرموز الفكرية الكبيرة التي أنتجتها الجزائر و طبعتها بروحها و ريحانها حتى لكأنك ترى فيه الجزائر و قد صارعت شامخة بفكرها و فلسفتها فضلا عن شموخها بتاريخها و ثورتها أنه ” البخاري حمانة ” الذي يستحق لقب فيلسوف الثورة الجزائرية بامتياز بالنظر لما قدمه من تضحيات سواء من موقعه كمناضل و كاتب صحفي او من موقعه كأستاذ و باحث جامعي في سبيل التعريف بحقيقة الثورة الجزائرية لا كثورة سياسية و عسكرية بل كثورة فكرية نابعة من عمق تاريخها النضالي الطويل و عبقرية طلائعها الملهمين و إرادة جماهيرها الطامحة دوما الى الحرية و العدالة و المؤمنة بوحدة ترابها و عقيدتها و تاريخها و في هذا السؤال أرى الكثير ممن اجتهدوا في تناول الكتابات الفلسفية في الجزائر لم يلتفتوا الى أعمال الاستاذ البخاري حمانة المدونة على الرغم من وفرتها على مستوى دور المكتبات و المعارض و ما هو موجود من بحوث و دراسات حوله لا بفي بالغرض المطلوب بالقياس الى نصوص التي غطت مراحل مهمة من تاريخ الجزائر على جميع المستويات الفكرية و الثقافية و السياسية و نقول هذا من دون التقليل من شان بعض الكتابات الجادة التي حاولت بكل أمانة و صدق أن تكشف النقاب عن بعض جوانب فلسفة أستاذنا على غرار كتابات الاستاذ ” بوعرفة عبد القادر ” خاصة مقالته المستفيضة عن الثورة و التغيير في فلسفة البخاري حمانة و الاستاذ العربي ميلود فيما كتبه عن بعض أعلام الفكر الفلسفي في الجزائر و كذلك مقال الأستاذ ” أحمد مونيس” عن سؤال التراث و الثورة عند البخاري حمانة و في الأخير لن اخفي مشاعر الفرحة التي غمرتني و أنا ادعى الى المساهمة في هذا المشروع التعريفي و التكريمي لرواد الفكر الفلسفي في الجزائر و لكم ان تتخيلوا مقدار السعادة حين تدرك ان من تتشرف بالكتابة عنه هو أستاذك الذي لم يكن مجرد أستاذ يعمل فقط على تدريس الطلبة و تأطير بحوثهم يقدر ما كان أبا يربي جيلا ويلهم ا نشئا

الآن : وما تحفظ عن فيلسوف الثورة الجزائرية من قول مأثور و مشهور قصد تعميم الفائدة

الكاتب بلعالية دومة ميلود : تساؤله الشهير” هل المجتمعات النامية مجبرة على أن تراهن على العلوم الاجتماعية و أن تعير لها انتباها خاصا ما دامت هذه العلوم ثمرة لرؤى ايديولوجية غربية سواء رأسمالية أو ليبيرالية أو ماركسية ،،،الخ .

أم عليها إجراء ضرب من التطهير المنهجي و النسقي لهذه العلوم بهدف إفراغها من كل مضمون استعماري و جعلها أقل تمركزا أوربيا قبل أن نضعها في خدمة التنمية المحلية”

الآن : غزيرة هذه المعلومات ووجيهة فشكرا لك على ما أوردت من معلومات قيمة و نعلم أن لو استزدناك لأطنبت و كفيت و لكن لكل بداية نهاية و قد نعود الى التطرق لكتاب البخاري حمانة ثانية و الى الآن نطلب منك كلمة أخيرة نسدل بها الستار على هذا الحوار الماتع

 

الكاتب بلعالية دومة ميلود : لا يسعني الا أن اشكر جريدة  الآن  على إتاحة الفرصة بهذا الحوار الشيق الماتع و أنا في خدمة الجريدة  و القراء متى دعيت لذلك

الآن :   شكرا لك على فتح هذه الفسحة الابداعية  دمت راقيا و الى  فرصة أخرى ان شاء الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى