الصديقان ٧
الحب والصداقة وجهان لعملة واحدة
الكاتب.فايل المطاعني
قصّة الصديقان
مضي اليوم ومنى و عمر يتجولان فى أرجاء مدينة القنيطرة الجميلة والسعادة لا تفارقهم.، من يراهم يظن أنهم حبيبان، يمضيان وقت طيبا في ربوع القنيطرة الجميلة يمسك عمر بيد منى ،وكأنه حلم يخشى أن يستقيظ منه.
مضى النهار سريعآ جدآ، وجاء المساء وحان موعد الرحيل وهما في منتهى السعادة ، عمر يقود السيارة و منى بجواره ترفع صوت التسجيل ، وتغني مع المطرب عبدالمجيد عبدالله وبصوتها الدفئ : إيش جابك
من بلادك ، إلى بلادي
ايش اللى خلاك تسكن فى فؤادي♪
منى تغني وتشير بأصبعها إلى عمر وعيناها فيهما من الإعجاب الشي الكثير.وعندما تصل إلى مقطع
أيش جابك من بلادك إلى بلادي
تعيد المقطع مرة أخري .وكأن
المطرب كان يشير إليهما في اغنيته
والوقت مساء وبدأ المطر يطرق سقف السيارة ، طرقات خفيفة قطرة قطرة، ليضفي جواً رومانسياً.
منى ترفع صوتها تارة وتارة تخفضه مع ايقاع الموسيقي .
فجأة خيم الوجوم على وجهها ، نظرت إلى نافذة السيارة، و صوت المطر كأنها انغام موسيقي للموسيقار ‘عمر خيرات’ وقالت:
: عمر ممكن سؤال؟
ركن عمر السيارة على الرصيف وامسك بالمقود بقوة ودون أن يلتفت إليها قال: تفضلي؟
منى : لماذا اللحظات الجميلة تأتي متأخرة، وبعد فوات الاوان!
نظر اليها عمر خلسة وهو يتظاهر باشعال سيجارته الكوبيه الفاخرة، وعلى وجهه رسم ابتسامة باهته حاول أن يتقنها، ولكن لم يستطيع أراد أن يهرب من الإجابة وأيضا لم يستطيع ،وبعد فترة ليست بالقصيرة قال :
عمر : أنت أميرة ، كل الذي تتمنيه يأتي اليك بإشارة من أصبعك الصغير ، حاولت منى أن تضحك كعادتها ،ولكنها لم تستطع، فقد أحست بغصة لم تستطع كتمانها. أدار عمر محرك السيارة، ولم ينطق كلاهما بكلمة ،فلقد كان الصمت سيد الموقف.،وصلا إلى الباب الخارجي لمنزل منى ،لم يكمل عمر السيجارة رماها، وأخذ ينظر إليها وقطرات المطر تطفئ لهيبها،وخرج وهو يخلع
معطفه ،وغطى به منى حتى لا يبللها المطر وعند باب المنزل الداخلي قال عمر والمطر بلل وجهه وملابسه :شكرا لك على هذه الرحلة الجميلة، و سكت ولكن منى أكملت قائلة:ليت النهار ،ظل ولم يغادر ، لم استمتع ،برحلة كمثل هذه الرحلة،ثم تقدمت منه، قائلة وعيناها تقول له :ليتني عرفتك ، من زمان ،لكان أشياء كثيرة تغيرت!!؟
الاحلام تتحقق،ولكنها تتأخر كثيرا ، ونكون للاسف، قد تعدّينا مرحلة ذلك الحلم، وسرقنا الواقع المرير.
ثم أخذت يد عمر ووضعتها على شفتيها وقبلتهما وقالت ولا يكاد صوتها يسمع : أذهب الى البيت، قد وصل صديقك، وارجوك لا تخبره، أننا كنا مع بعض.. و وقفت أمام الباب صامتة و بعد برهة قصيرة قالت:
ممكن طلب
عمر متلعثم :أكيد
منى :أممم
تعال غدآ ،واضافت بسرعة وكأنها لا تريد لكلماتها أن يسمعها غير عمر اريد أشوفك ، كل لحظة وكل دقيقة بل كل ثانية،التي تكلمك الآن ،ليست ابنة الكوس ،بل فتاة عاشقة ،تبحث عن فارس أحلامها ،ولم تجده ،الا في القنيطرة ،وبين أشجار وأنهار شراردة بني حسن واضافت هامسة: ليس لطيفا أن نقف أمام الباب، ربما يرانا الخدم.
مع السلامة ونظرت اليه وجمال الدنيا في عيناها وكررت له
تعال غدآ ، ارجوك وسكتت ثم أكملت مع صديقك!
والدتي تدعوكم الى الغداء،
أوه لقد نسيت أشكرك، على الهدية. أغلقت الباب بهدوء وتركت المحامي يجول في خاطره ألف سؤال ،ولم يلق لهذا الألف جوابآ واحداً .
دخلت منى غرفتها تتمايل يمين وشمال على انغام،أغنية المغنية الأمريكية ويتني هيوستن (أحبك للابد)
وهي تحمل هدية عمر وضعتها على التسريحة
ولكن فضولها لم يمهلها للانتظار كثيرا ففتحتها.
منى: يا لها من علبة جميلة لنري ماذا يوجد في هذه العلبة.
وقالت وهي تبتسم ما هذا ؟
علبة مرصعة بثلاث ألماسات زرقاء اللون،كل ألماسة تحمل حرف من اسمي، ماذا بعد؟
هناك ورود ، ثلاثة ورود بألوان مختلفة كل وردة كتب عليها حرف من اسمي
وحتى الشوكلاته مغلفة ،بغلاف يحمل اسمي!
والعلبة من الخارج تحمل شعار وردة السوسن من الذهب الخالص .. وفي أطراف العلبة من الاعلى والاسفل مكتوب اسمي (منى) بماء الذهب وبخط صغير / يتبع .