الشقيقة عمان ودورها في الملف اليمني

 

🖋 وافي الجرادي

يبذلون قُصار جهدهم لوقف الحرب في اليمن؛ يُدركون حقيقة أن الحرب القائمة هي عبثية ومنهكة للجميع،وينظرون لشبح المعاناه وحجم المأساه كما لو أنها واقعة بهم وليسو بنا في صوره تعكس نُبل وكرم قيادة سلطنة عمان    . 

لم تكن الحرب في اليمن ومنذ سبع سنوات وبالاً على اليمنيين فحسب بقدرما شكّلت مصدر قلق وازعاج وعدم رضى الاشقاء في سلطنة عمان، ولم يكن في مجرى توجهات وسياسات السلطنة دعماً لجماعة او لطرف على حساب طرف آخر، ولم يكونوا من ضمن التحالف بقيادة الرياض ولم تتلطّخ اياديهم بدم يمني واحد بل سعت وسخّرت كل ادواتها السياسية والديبلوماسية لوقف نزيف الدم وصون الارواح والممتلكات والحقوق لليمنيين أجمع .

وإن حدث وتحدثت ابواق النشاز والعايشة على فتات الحلفاء هنا وهناك عن دور مشبوه وسلبي لمسقط تجاه اليمن إلا أن هذه الاصوات لم تحضى برضى وقبول نسبة كبيرة من المجتمع اليمني، ولم تؤثر اقوالها في ثني قيادة السلطنة عن التخلي بواجباتها المشروعه والأخوية تجاه الارض والانسان اليمني، فما بُنيَّ على مبادئ وقيم ثابتة راسخة يصعبُ حرف مسارها، او التأثير على اهدافها الداحضة لافكار العنف والاقتتال ومشاريع الظلام والتجزئة .

ماكان للهدن ان تصمد في اليمن ولسته أشهر لولا مساعي وتدخلات الاشقاء في مسقط، وقدرتها الفاعلة على التواصل والاتصال مع كل القوى المنخرطة في الحرب اليمنية، ومع الأمم المتحدة .

وفتح ابوابها لمختلف الاطراف المتصارعة في اليمن ومد جسور الدعم والاسناد لمختلف القوى الدولية الرامية لدعم جهود التهدئة والسلام في اليمن
تستمر سلطنة عمان ببذل جهود الوساطة بين أنصار الله ( الحوثيين) والاطراف اليمنية فضلاً عن وساطتها المتواصلة والمستمرة والمكثفة بين أنصار الله والتحالف بقيادة السعودية في محاولة منها لنجاح تمديد الهدنة رغم انتهاء مدتها الزمنية، وما تبذلة حالياً اكثر من أي وقتٍ مضى في وقت تشهد الساحة الدولية متغيرات جمّة، وينتاب النطام الدولي تعقيدات لم يعهد ان شهدها منذ انهيار المعسكر السوفيتي في اوائل التسعينات .

ف العمانيون يعملون وبكل طاقاتهم الهادئة والحثيثة لطيّ صفحة الحرب في اليمن وانتشال اليمنيين والمحيط العربي وتحديداً الخليجي من تداعياتها الكارثية والتي لا تخدم سوى تمزيق الشعوب واهدار مواردها وثرواتها في صراع طويل الأمد يخدم اعداء أمتنا العربية والاسلامية .

في مسقط تجرى مشاورات واتصالات مكثفة تحديداً بين جماعة أنصار الله الحوثيين وبين الرياض وبوساطة الاشقاء في عمان، وهذه المشاورات والتي تحمل طابع السريّة تهدف الى تمديد الهدنة وبحسب معلومات فإن من المتوقع ان يصل وفد سعودي اماراتي بمعيّة وفد عماني الى صنعاء خلال الايام او الاسابيع القادمة والتشاور مع قادة من جماعة انصار الله والوصول الى تفاهمات من شأنها ان تقود لصرف مرتبات موظفي الدولة بمن فيهم المتقاعدين ،وزياده عدد الرحلات الجوية الى ست رحلات اسبوعية ،وتخفيف القيود والاجراءات على الموانئ اليمنية، كما وسيتم تبادل الافراج عن اسرى من الطرفين .

لاشك ان ترحيباً وقبولاً واسع الطيف تحظى به عمان من كل القوى اليمنية والاقليمية والدولية، مايؤكد لنا بأن أي حلول ونجاحات ستتم للسلطنة بصمات واضحة ومحورية وهامة فيها، فمن الشقيق والجار لليمن واهله ستتوالى الخيرات وسيقطف اليمنيون ثمارها ودون اي مقابل يمس وحدة اليمن وسلامة اراضيه وابناءه .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى