لِمَ النأيُ والهجرُ؟!
لِمَ النأيُ والهجرُ؟!
………………….
اذابَ الأُنْسَ والفَرْحَةَ القهرُ
فَلِمَ يا فاتنتي النأيُ والهجرُ ؟ !
امعنتِ ظُلمًا في جنابِ محبتي
وحوى الصِّبْرَ في مرارتِه الصّدْرُ
وعَاثَ في عُمْقِ الفؤادِ جوائحٌ
وتَغَلْغَلَ بين جوانحي القُهْرُ !
وتَبَدّلتِ الأزمانُ واختلفَ المدى
تَسَرْمَدَ الاوقاتُ في مَدِّها جَزْرُ
طولُ الليالي امتدادٌ لبعضها
امسى الضياءُ في الظلامِ لهُ أسرُ
تَمُرُّ الثواني مُثْقَلاتٌ بِحِمْلِها
ولمحُ الطَّرْفِ يمضي كأنهُ الشهرُ
الصبحُ والاشراقُ تبدو بعتمةٍ
وفي خافقي لوعةٌ زادها العَصْرُ
وتَبَدّلَ الألوانُ في مجّرةِ كوكبي
سودُ الغرابيبِ أشكالُها حُمْرُ !
تُهْتُ في قيضِ الصحاري مغنيًا
كأنَّ الحطيئةَ صنوي والبحتري صِهْرُ
إني شهيدُ الحبّ رغمَ شجاعتي
شديدُ البأسِ يُشْبِهُني صخرُ !
داستِ الأحزانُ فوقَ سعادتي
تأتي المنايا وفي انيابها الغَدْرُ
أبْيَضَّتِ العينانُ وجَفَّتْ محاجري
حتى بناتُ الفكرِ عَافَها الشّعرُ
إنْ تشرقُ الشمسُ لارأيتُ غروبها
وعَلّ السُّهاد لا عانقهُ الفجرُ !
نثرتُ في سماءِ الحبِّ مشاعري
ورسائلُ الاشواقِ يَحْمِلُها الصقرُ
وهدهدُ الأخبارِ يهدي حبيبتي
اشواقَ قلبي مُخَضَّبَةً حُمْرُ
لتدنو وينأى الحزنُ مسافةً
حتى يكونُ الميلُ في نأيها شِبْرُ
د. يحيى بن علي البكري
جازان : 1/11/2022