سمير بن علي مسعودي ” سنظل نحلم ونسعى لتحقيق احلامنا “

سمير بن علي مسعودي رئيس نادي القصة بالقصرين:

” النادي الثقافي أبو القاسم الشابي بالوردية من اقدم النوادي الثقافية ، ويحتفل بستينيته”

” سنظل نحلم ونسعى لتحقيق احلامنا ”

 

حاوره / مصطفى بوغازي

 

يحتفل النادي الثقافي أبو القاسم الشابي /نادي القصة بستينيته هذه السنة إذ تأسس سنة 1962 على يد ثلة من أبرز أدباء تونس آنذاك وعلى رأسهم الطاهر قيقة ومحمد العروسي المطوي وعزالدين مدني ومحمد صالح الجابري والبشير خريف ويحي محمد وقد برز ضمن نشاطات هذ النادي نادي القصة الذي ضم المذكورين والتحق بهم عبد الواحد ابراهم وحسن نصر وسمير العيادي أحمد ممو وعروسية النالوتي ومحمد رشاد الحمزاوي وإبراهيم بن مراد ومحمد الهادي بن صالح وعمر بن سالم ونافلة ذهب عدد من المبدعين وداوم نادي القصة على جلسات تعقد كل يوم سبت لتدارس قصة ومناقشة مبدعها ثم اصدروا مجلة قصص التي تستعد لإصدار عددها196 وهي مجلة فصلية تعنى بفن القص ومنتظمة الصدور منذ بعثها وقد بعث النادي بمقره بشارع بلفي بضاحية الوردية وهي ضاحية هادئة جنوب العاصمة قريبة من مسكن المؤسس التاريخي وأشهر رؤسائه الأديب محمد العروسي المطوي الذي أسهم وثلة من رواد النادي بعد سنوات في تأسيس اتحاد الكتاب التونسيين كما ترأس اتحاد الأدباء العرب وهو روائي وقصاص وله مؤلفات تاريخية وأخرى موجهة للأطفال كما عني بتحقيق درر الأدب العربي ومنذ السبعينات دأب النادي على إقامة ندوة سنوبة في الخريف بمدينة الحمامات تعطلت لبعض سنوات بسبب مشاكل مادي ولكن منذ مجيئ الهيئة الجديدة والتي تضم المبدعين والمبدعات رضا بن صالح القاص الباحث في مجال السرديات والدكتور أحمد القاسمي الروائي وأستاذ السيمائيات والسينما بجامعة منوبة والأستاذ البشير الجلجلي الناقد والأستاذة هيام الفرشيشي الكاتبة والناقدة والقصاص والناقد أحمد ممو ويترأس النادي سمير بن علي المسعودي وهو كاتب وناشرو إعلامي وباحثجامعي في المسرح والسرديات اشتغل بالتدريس والنشر والاعلام والتنشيط وعمل بالصحافة المكتوبة بجريدة الصحافة والمسموعة والمرئية باذاعة الشباب وهو أحد مؤسسيها وقناة 21 والقناة الوطنية التونسية قدّم ماجستير في المسرح حول ترجمة موليير شهادة دراسات متخصصة في التراث حول علاقة السينما التونسية بالتراث يعدّ رسالة دكتوراة حول الاقتباس عند العرب من موليير وهو رئيس نادي القصة /النادي الثقافي أبو القاسم الشابي بالوردية أقدم النوادي الثقافية التونسية ويحتفل هذه السنة بستينيته وكاتب عام اتحاد الناشرين التونسيين أشرف منذ سنة 2005ولمدة 6 سنوات على الأنشطة الثقافية بمعرض تونس الدولي للكتاب ومن مؤسسي المعرض الوطني للكتاب وعضو بهيئته المديرة لدوراته الأربعة .رئيس تحرير المدير المسؤول لمجلة قصص الصادرة عن النادي الثقافي أبو القاسم الشابي وسكرتير عام تحرير مجلة فنون الصادرة عن وزارة الشؤون الثقافية التونسية أشرف على عديد المهرجانات وباعث لعديد الملتقيات .مقرر مؤتمر اتحاد الناشرين العرب المنعقد بتونس سنة 2018

من أعماله المنشورة : الهروب (مجموعة قصصية)الارتطام ( مجموعة قصصية )

نظرة أخرى ( مجموعة قصصية )-الخطاب القصصي وسائر الخطابات (مؤلف صادر عن مخبر السرديات بمنوبة دراسات بالاشتراك ساهم فيه ثلة من أبرز النقاد العرب مثل سعيد يقطين العادل خضر ومريم جبر …)- شعرية محمد الخالدي (دراسة بالاشتراك)- ترجمة البخيل لموليير- ترجمة طرطوف لموليير- ترجمة البرجوازي النبيل لموليير- ترجمة مريض الوهم لموليير- مجموعة أعمال ميسرة لليافعين ( دنيا جديدة , نجل الفقير …) التقيناه لنحاوره حول احتفالات النادي بستينيته وأهم الفعاليات المبرمجة فيه .

جميل جدا أن تظل الذاكرة حية تستوقف قطار الزمن الهارب في محطات نستحضر فيها من كانوا بيننا تاركين حضورهم الابدي في حروفهم وابداعهم وبصمتهم “الذاكرة السردية في القصرين” تكرم الكاتب والجامعي محمد رشاد الحمزاوي، كيف تنظرون إلى هذا التكريم برمزيته وحضور هذا المبدع في ذاكرة المدينة والجهة ؟

شكرا على السؤال فهذه الندوة تتنزل في سلسلة ندوات نقدمها ضمن احتفالنا بستين سنة على تأسيس نادينا وبدأن من قابس بالجنوب التونسي بندوة قسمناها بين تحية المؤسسين للنادي وهم محمد العروسي المطوي وسمير العيادي ومحمد يحي (رحمهم الله ) وأحمد ممو الذي مازال معنا وعمر بن سالم وكلهم من رواد السرد التونسي قصا ورواية كما أهديناها الى المبدع والناقد الكبير مؤسس مركز الرواية العربية بقابس المرحوم محمد الباردي ولم ننس الأحياء فاحتفلنا من خلال الأعمال النقدية المقدمة بالاشتراك مع مخبر السرديات بمنوبة أحد أهم مراكز البحث الجامعي في السرديات لا في تونس فحسب بل عربيا والذي يترأسه الناقد نورالدين بنخود بالكتاب التونسيين المعاصرين أصيلي قابس مثل عبد القادر لطيفي ورمضان لطيفي وعثمان الأطرش وعفيفة السميطي وخالد الأسود وسفيان بن عون ومالك حمودة … ثم قمنا بندوة ثانية بجندوبة بعين دراهم المنتجع الجبلي الجميل في اقصى الشمال التونسي تكريما للكاتب الكبير أبي بكر العيادي واحتفلنا أيضا بالكتاب أصيلي جندوبة المعاصرين براسات أعدها نقاد وباحثون من تونس والجزائر الشقيقة نكر منهم عاشور بوكلوة والناصر معماش وندوتنا الثالثة نهديها لأحد أهم الساردين من المدرسة الواقعية الجامعي والمعجمي المرحوم محمد رشاد الحمزاوي وكان ايضا من رواد نادي القصة وعنوناها بالذاكرة السردية بالقصرين وسيتولى نقاد جامعيون وثقافيون على غرار شيخ النقاد محمد القاضي و أحمد القاسمي وابراهيم بن مراد وأحمد الجوة وشفيع بالزين وفتحي بن معمر ومحمد الكحلاوي ومهدي الحاجي وعادل الزارعي و امنة اليحياوي والبشير الجلجلي وعبد الرزاق المحمدي ونزيهة الحزيم وريم غانم وحبية المحرزي وهيام الفرشيشي وعلي العمري وعبد الدايم العمري وبرهان اليحياوي وعمر السعيدي والهادي الخضراوي تحليل ونقد مدونة محمد رشاد الحمزاوي وكذلك كتاب السرد المعاصرين بالقصرين على غرار فوزية العلوي ومحمد حيزي وعلى العمري وسمير بن علي وبرهان اليحياوي وهيام الفرشيشي.

ما الاضافة النوعية والعملية التي حققها النادي منذ توليكم رئاسته ؟وكيف كانت ظروف التحضير لهذه الندوة ؟ وما الدعم الذي وجدتموه من الوزارة؟ أو العراقيل التي اعترضتكم ؟

الحقيقة أنني والمجموعة التي ذكرت جئنا بمشروع متكامل لتطوير النادي بعد الركود الذي شهده والعمل الثقافي الجمعياتي في مجال الأدب بتونس ولقينا صدا لسنوات حتى تمكنا سنة 2020 من اقناع الأعضاء وصعدنا لتسيير هذا النادي الذي يعتبر الأب الشرعي لكل النوادي الثقافية وحتى اتحاد الكتاب التونسيين باعتبار أن رواده هم من أسسوا تحاد الكتاب التونسيين في بداية السبعينات وترأس الاتحاد طويلا رئيس نادي القصة الشيخ محمد العروسي المطوي رحمه الله . وشرعنا في تطبيق برنامجنا رغم اصطدامنا بالإغلاق ابان جائحة الكورونا عافانا وعافاكم الله وقد قيلعنا حالمون وسيضيعون النادي ولكننا نجحنا في لقاءاتنا وعقد شراكة علمية مع مخبر السرديات بمنوبة وعقدنا في نوفمبر 2021 ندوة علمية وطنية بين كلية الآداب منوبة ومقر نادي القصة بالوردية وشهدت نقلة نوعية علميا وتنظيميا وأصدرنا العدد 193 من مجلة قصص في اخراجها الجديد ومحتواها الجديد اذ صارت محكمة جزئيا وانضم الى اسرة تحريرها اضافة الى أعضاء الهيئة واسيني الاعرج وعبد الحميد ختالة من الجزائر وسعيد يقطين وعبد العالي بالطيب من المغرب ومريم جبر من الأردن من تونس محمد القاضي والعادل خضر ونورالدين بنخود ومحمد الخبو ومحمد ايت ميهوب

وسينضم الينا أسماء عربية أخرى وكلها أسماء وازنة ابداعيا ونقديا وشراكة مع اتحاد الكتاب التونسيين ومنتدى الفكر التنويري ووزارة الشؤون الثقافية التي اقنعناها بمشروعنا الطموح فمولتنا لبعث الجائزة المغاربية محمد العروسي المطوي في الرواية والقصة و النقد وهي من أبرز الجوائز المغاربية وحين أغلقنا باب الترشح كان قد وصل الينا عددا كبيرا من الأعمال المغاربية وهو فخر لجائزتنا التي تتقبل المخطوطات وتعرضها على لجان تحكيم مشهود لها واضافة الى الثلاث جوائز مالية الهامة سنقوم بطباعة الأعمال الفائزة .كما برمجنا 4 ندوات وطنية ودولية ندوتنا هذه هي الثالثة وستختتم بندوة حول القص والفنون مهداة الى اكاتب الكبير عزالدين مدني. الشق الثاني من سؤالك الوزارة أي وزارة الثقافة دعمتنا لأننا اقنعناها بمشروعنا والسيدة الوزيرة مشكورة وكذلك رئيس ديوانها يتابعوننا ويدعموننا معنويا . لكن للأسف هناك من لا يحب العمل والنجاح في كل ادارة ووزارة. البادرة التي نقوم بها سابقة في نادي القصة وكل الجمعيات المشابهة ان تعقد ندوات علمية بالاشتراك مع مخابر علمية متخصصة في السرد 4 ندوات ضخمة في 4 أشهر مع جائزة مغاربية عمل غير مسبوق نرجو له الدعم والتواصل في قادم السنوات ان شاء الله.

*كيف تقيمون مجهود الفعل الثقافي على أرض الواقع في مناطق ظل ،،قد تعدو الثقافة نوعا من الترف في ظل متطلبات كثيرة تفرض نفسها ؟

الثقافة يا صديقي قد تكون في نفس أهمية كل متطلبات التنمية بل قد تكون قاطرتها فمنطقة مثل القصرين أغنى المناطق أثريا وتراثيا بوجود سبيطلة مدينة الحاكم البيزنطي جرجير أو غريغريوس أو حيدرة (عميدرة ) أكبر المواقع الأثرية السليمة والتي تجمع بين الاثار الرومانية والبيزنطية والبونية والعثمانية الاسلامية اضافة الى مقام الولي الصالح سيدي علي بن ابراهيم وتالة تلابت وغيرها .القصرين موطن تكفاريناس العظيم ومخلد بن كيداد المعروف بصاحب الحمار الثائر على الشيعة الفاطميين وعلي بن غذاهم باي الشعب وأحمد الرحموني مهد كل الثورات والمقاومة والذاكرة الشعبية قد تكون الثقافة هي حبل نجاتها من كل هذا البؤس والتجاهل وحضورنا ليس رمزيا بل لنرفع الظلم على المبدعين في بلاد الحلفاء التي تعجن لتصبح ورقا وكتبا في ظل ازمة الورق الخانقة وعودة معمل الحلفاء للعمل . نحن سنعيد أدباء ومثقفي القصرين الى الواجهة النقدية ليدرسوا ضمن البرامج الرسمية في قادم السنوات وهم طلائع التغيير بالجهة .ولا شك أن الأجيال الشابة والأطفال الذي اشرفنا عليهم منذ سنوات في ورشات للكتابة متعطشون للأدب والثقافة. وعلى كل منا ان يتحرك من موقعه ليغير ونحن نتحرك من مواقعنا وتحولنا الى القصرين مثلما تحولنا في قيظ الصيف الى أقصى الجنوب الى مطماطة بقابس ثم الى عين دراهم لأن واجبنا أن نقوم بذلك .

نهيب بالذاكرة أن تستحضر أسماء في ملتقيات أو ندوات ، هل من الممكن أن يرتقي النادي أكثر بهذا الجانب ليوثق كتابات او مخطوطات في اصدارات لأدباء وكتاب رحلوا عنا ، و هذا يعد أفضل تكريم ؟

ذاك مشروعنا نعد الان لإصدار مجموعة من الكتب عن ندواتنا حول محمد الباردي ورواد القص بقابس وكتاب بالاشتراك مع مخبر السرديات حول أبي بكر العيادي وثالث حول محمد رشاد الحمزاوي وأدباء القصرين ورابع حول تجربة عزالدين مدني والتجريب وخامس حول تحقيب الأدب القصصي بتونس وأعمال أخرى اضافة الى المخطوطات المتوجة في مسابقة محمد العروسي المطوي المغاربية للرواية والقصة والنقد .لأننا نؤمن أن ما يبقى هو ما يدون ويحفظ في كتب.

*ما توقعاتكم لنجاح هذه الندوة من جميع الجوانب ، وما سقف طموحاتكم في تنظيم هذه التظاهرة لترتقي من جهوية إلى وطنية او عربية ؟

هذه الندوة ستنجح بحول الله بفضل مجهوداتنا (كامل فريق النادي) وبفضل دعمكم انتم الاعلاميين وكنت منكم لأكثر من ثلث قرن وأعرف أهمية دور الاعلام وطنيا ودليا واذا استمر وجود الدعم سندول هذه الندوة لم لا تكون في السنة القادمة تونسية جزائرية أو حتى مغاربية في القصرين وساقية سيدي يوسف بالكاف بمناسبة ذكرى 8 فيفري 1958 أو بعين دراهم أو بين توزر ووادي سوف نحن مؤمنون بما نقوم به ومجتهدون في تجويده وتلافي النقائص التي تعترضنا وكلنا أمل في أن يصبح عملنا احترافيا رغم أنه عمل جمعياتي ويجسر العلاقات الأدبية والقصصية السردية خصوصا بين الأشقاء في المغرب العربي ولم لا عربيا .

كلمة أخيرة

أرجو أن نجسر التعاون الابداعي والاكاديمي المعرفي التونسي الجزائري لانه بات ضرورة اليوم .أرجو أن يجد النادي الثقافي أبو القاسم الشابي /نادي القصة شركاء حقيقين في المغرب العربي بدءا بالجزائر لتمتين التعاون الادبي والفكري .ارجو أن تصل مجلتنا قصص الى السوق الجزائرية وارجو أن نوفق في مواصلة الحلم وكذلك السعي الى تحقيقه فنحن نرفع شعار سنوقد كل يوم وفي كل مكان نطاله شمعة لإنارة السبل وسنترك لآخرين مهمة لعن الظلام. فنحن نحاول تحقيق مااتهما البعض باننا نحلم به لاننا ببساطة ننتمي الى عوالم الكتابة والابداع وهناك كل شئ يبدأ بحلم .وتحياتي الى القراء العرب في كل مكان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى